اقول:قد ذكرنا طرفا من حال انفاذه لشريح بن هانى مع زياد بن النضير على مقدمته بالشام فى اثنى عشر الفا. و النزوه:الوثبه. و الحفيظه:الغضب. و الواقم:الذى يرد الشى ء اقبح الرد، يقال:و قمه:اى رده يعنف و بقهر، و الوقم:القهر و الاذلال، و كذلك القمع. و قد امره بتقوى الله دائما، و لما كانت يتسلزم الاعمال الجميله اردف ذلك بتفصيلها و هى ان يحذر على نفسه الدنيا. و نسب الغرور اليها لانها سبب مادى له، و ان لا يامنها على حال لما تستلزم ذلك من الغفله عن الاخره. ثم اعلمه انه ان لم يردع نفسه الاماره بالسوء عن الانهماك فى كثيره من مشتهياتها التى يخاف مكروهها فى العاقبه و يقف بها عند حدود الله و يسلك بها صراطه المتسقيم لم يزل يسمو به هواها و ميولها حتى تورده موارد الهلكه. ثم اكد وصيته بمنعها و قهرها عند نزواتها و توثبها فى الغضب. و قد عرفت ان اهمالها مبدء كل شر يلحق فى الدنيا و الاخره.