خطبه 062-نكوهش دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن میثم بحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 062-نكوهش دنيا

و من خطبه له عليه السلام:

اقول:

بينا:

اصله بين بمعنى التوسط فاشبعت الفتحه فحدثت الف، و قد تزاد ما فيقال بينما و المعنى واحد، و تحقيق الظرفيه هنا ان الظل دائر بين السبوغ و التقلص و الزياده و النقصان. و قلص الظل نقص. و الغرض من هذا الفصل التحذير من الدنيا و التنبيه على وجوب لزوم اوامر الله فيها. و اشار الى ذلك فى اوصاف لها:

الاول:

كونه لا يسلم منها الا فيها. و تحقيق ذلك انه لادار الا الدنيا و الاخره، و قد علمت ان اسبابه السلامه هى الزهد و العباده و سائر اجزاء الرياضه و شى ء منها لا يمكن فى الاخره بل كلها اعمال متعلقه بالبدن فاذن لا يتحقق ما يلزمها من السلامه من الدنيا الا فى الدنيا. الثانى:

كونها لا ينجى بشى ء كان لها. و فيه ايماء الى ذم الرياء فى الاقوال و الافعال و تحذير من كل عمل و قول قصد به الدنيا فان شيئا من ذلك لا حظ له فى استلزام النجاه فى الاخره بل ربما كان سببا للهلاك فيها لما ان الاستغال بمهمات الدنيا منس للاخره. الثالث:

كونها قد ابتلى الناس بها فتنه. و فتنه منصوب بالمفعول له، و يحتمل ان يكون مصدرا سد مسد الحال. و نحوه قوله تعالى (و نبولكم بالخير و الشر فتنه و الينا ترجعون) و لنبح
ث عن معنى الابتلاء بالدنيا و كونها فتنه. و اعلم انه ليس المراد ان الله تعالى لا يعلم ما يوول اليه احوال العباد و ما يكون منهم بعد خلقهم و ابتلائهم بالدنيا فانه تعالى هو العالم بما كان و ما يكون قبل كونه كما قال تعالى (و ما من غائبه فى السماء و الارض الا فى كتاب مبين) و قوله تعالى (ما اصاب من مصيبه فى الارض و لا فى السماء و لا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك على الله يسير) بل الكشف عن حقيقه الابتلاء انه لما كان الانسان انما يكون انسانا بما خلق فيه من القوى الشهويه و الغضبيه و ما يتبعهما، و كان لهذه القوى ميول طبيعيه الى حاضر اللذات الدنيويه فهى مسشتهياتها و لا ابتهاج لها الا بها و لا حظ لها من غيرها، و كانت النفوس الانسانيه مخالطه لهذه القوى و هى آلاتها، و لا وجه لها فى تصرفاتها غالب الاحوال الا هى، و كانت تلك القوى فى اكثر الخق جاذبه لنفوسها الى مسشتهياتها الطبيعيه بالطبع، و كانت تلك النفوس فى اكثر الناس منقاده لقواها معرضه عن الاخره مشغوله بحاضر ما وجدته من لذات الدنيا عن تصور ماورائها. ثم مع ذلك كان المطلوب منها ما يضاد ذلك و هو ترك حاضر الدنيا و منازعه هذه القوى فى مسشتهياتها، و جذبها عن التو
جه بكليتها اليها لمتابعه النفس فى التفاتها عن ذلك الى امر لا يتصور فى الدنيا الا بالاوصاف الخياليه كما هو وظيفه الانبياء عليهم السلام مع الخلق كانت ارادته تعالى لذلك الالتفات مع ما هم فيه من منازعه الهوى فان اطاعوه هلكوا و ان عصوه نجوا صوره امتحان. فاشبه ذلك ما يعتمده احدنا عند عبده اذا اراد مثلا اختبار صبره و محنته له فوهب له جميع ما يشتهيه ثم كلفه مع ذلك بتكاليف شاقه لا يتمكن من فعلها الا بالتفاته عن مشتهاه و تنغيصه عليه. فلاجرم صدقت صوره الابتلاء و الاختبار من الله فى الوجود، و كذلك ظهر معنى كونها فتنه. فان الفتنه الامتحان و الاختبار. و ان قدرناها حالا فهى بمعنى الضلال و يعود الى جذبها للنفوس الى حاضر لذاتها عن سنن الحق. الرابع:

كونهم ما اخذوه منها اخرجوا منه و حوسبوا عليه. و هو تنبيه على وجوب قصد الاخره بما يوخذ من الدنيا و يتصرف فيه، و تنفير ان يجعل الماخوذ منها لمجرد التمتع بها بذكر وصفين:

احدهما:

وجوب مفارقه الماخوذ منها و الاخراج منه، و الثانى:

الحساب عليه فى الاخره. و اعلم ان الحساب على راى الملليين ظاهر، قالوا:

ان الله تعالى قادر على حساب الخلق دفعه واحده و لا يشغله كلام عن كلام كما قال:

و هو سريع
الحساب. اما الحكماء فقالوا:

ان للحساب معنى، و تقريره بتقديم مقدمات. الاولى ان كثره الافعال و تكررها يوجب حدوث الملكات فى النفوس، و الاستقراء التام يكشف عن ذلك، و من كان مواظبته على عمل من الاعمال اكثر كان رسوخ تلك الملكه الصادره عن ذلك الفعل فى نفسه اقوى. الثانيه:

انه لما كان تكرر العمل يوجب حصول الملكه وجب ان يكون لكل عمل يفعله الانسان اثر فى حصول تلك الملكه بل يجب ان يكون لكل جز من اجزاء العمل الواحد اثر فى حصول لها بوجه ما و ضربوا لذلك مثالا فقالوا:

فلو فرضنا سفينه عظيمه بحيث لو القى فيها مائه الف من فانها تغوص فى الماء قدر شبر واحد و لو لم يكن فيها الا حبه واحده من الحنطه فلذلك القدر من الجسم الخفيف فيها يوجب غوصها فى الماء بمقدار ماله من الثقل و ان بلغ فى القله الى حيث لا يدركه الحس. اذا عرفت ذلك فنقول:

ما من فعل من الخير و الشر قليل و لا كثير الا و يفيد حصول اثر فى النفس اما سعاده او شقاوه. و عند هذا ينكشف سر قوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره و من يعمل مثقال ذره شرا يره) و كذلك لما ثبت ان الافعال انما تصدر بواسطه الجوارح من اليد و الرجل و غيرهما لاجرم كانت الايدى و الارجل شاهده على الانسان يوم ا
لقيامه بلسان حالها على معنى ان تلك الاثار النفسانيه انما حصلت فى جواهر النفس بواسطه الافعال الصادره عنها فكان صدور تلك الافعال من تلك الجوارح جاريا مجرى الشهاده على النفس بما اكتسبه بها. اذا عرفت ذلك فنقول:

لما كانت حقيقه المحاسبه تعود الى تعريف الانسان ماله و ما عليه من مال و نحوه. و كان ما يحصل من النفوس من الملكات الخيريه و الشريه امورا مضبوطه فى جوهرها محصاه عليها و انما تنكشف لها كثره تلك الهيئات و تمكنها من ذواتها و تضررها بها فى الان الذى تنقطع فيه علاقه النفس مع البدن اشبه ذلك ما تبين للانسان عند المحاسبه مما احصى عليه و له. فاطلق عليه لفظ الحساب. و ذلك اليقين و الاطلاع هو المشار اليه بقوله عليه السلام:

و قد مواعليه، و ليس المقصود ان ما يقدم عليه فى الاخره هو عين ما اخذ من الدنيا بل ثمرته فى النفوس من خير او شر فالذى يتناوله الجاهلون منها لمجرد التنعم بها فهو الذى يتمكن عنه هيئات السوء فى جواهر نفوسهم فيقدمون عليها و يقيمون بها فى عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم و هم فيه مبلسون. الخامس:

كونها عند ذوى العقول كفى ء الظل، و نبه بهذا الوصف على سرعه زوالها، و انما خصص ذوى العقول بذلك لامرين:

احدهما:

ان الم
عتبر لزوالها عامل بمجرد عقله دون هواه فلذلك نسب الى العقل. الثانى:

ان حال ذوى العقول مرغوب فيه لمن سمعه. و لما كان مقصوده تحذير السامعين من سرعه زوالها ليعملوا فيها لما بعدها نسب ذلك الى ذوى العقول ليقتفى السامعون اثرهم. ثم اشار الى وجه شبهها للظل بقوله:

بينا تراه. الى آخره:

اى انها يسرع زوالها كما يسرع زواله، و هو من التشبيهات السائره، و مثله قول الشاعر. الا انما الدنيا كظل غمامه اظلت يسيرا ثم حفت فولت

/ 542