شرح خطبه اخرى فى الاستسقاء: انصاحت جبالنا.
انصاح الثوب، اى انشق، و انصاح القمر، اى استنار.
اعتكر الظلام، اختلط، كانما كر بعضه على بعض.
و يقال: ناقه حدبار و حدبير، و نوق حدابير، و الحدبار من النوق الضامر التى قد يبس لحمها من الهزال و بدت حراقفها.
سقيا منك غير منون، على وزن الدنيا، اى يطلب سقيا منك، يقال: سقاه الله و اسقاه، و الاسم السقيا بالضم.
يستغنى بها ضواحينا، و يروى: يستعين، اى يبلغ عيون الماء ظواهرنا.
يقال حفرت حتى عنت اى بلغت العيون و الماء، يقال: عان يعين و يستعين، من ذلك هاهنا.
مخضله، اى التى ياتى بالخضل و هو الندى.
قوله: غير خلب برقها، البرق الخلب الذى لا غيث معها.
و الخلب ايضا السحاب الذى لا مطر فيها.
و فى الامثال انما هو كبرق (خلب)، يقال: برق خلب و برق خلب بالاضافه.
و الخلب فعل من الخلابه، و هو الخداع.
و الفعل منها خلب يخلب.
و زعم قوم: ان اصل قولهم: خلبت، اى اصبت خلبه بفرح او خديعه او حزن.
و الخلب حجاب القلب عندهم.
و البرق الخلب كانه يخلب الشاتمين اذا اقلهم المطر و لم ياتهم.
و يجوز ان تقول: برق الخلب، فتضيف البرق الى الخلب.
و هو عند الكوفيين من باب اضافه الموصوف الى الصفه، كقولهم مسجد الجامع و دار الاخره و غيرها.
و البصريون لا يجيزون اضافه الموصوف الى الصفه و ياولون هذا الباب على ما يصح حمله عليه.
مسجد الجامع تقديره مسجد اليوم الجامع، و دار الاخره تقديره دار الساعه (104 ر) الاخره، و تقدير (برق) الخلب برق السحاب الخلب.
و ذكرت تمام الكلام فى هذا الباب فى كتابى المعون بمجامع الامثال.
يحفز ان يعلق و يحرض.
الجهام السحاب الذى اراق مائها.
و السماء هاهنا المطر.
و العرب يسمى الشى ء باسم غيره اذا كان مجاورا له، او كان منه بسبب كمال، يقا (ل): عفيف الازار، اى عفيف الفرج.
قال الله، تعالى: انى ارانى اعصر خمرا اى عنبا.
و قال الله، تعالى: يرسل السماء عليكم مدرارا، اى المطر.
القزع قطع من السحاب رقيقه، الواحده قزعه.
قال الشاعر: كان رعاله قزع الجهام.
و فى الحديث كانهم قزع الخريف.
الذهبه مطر جود، و الجمع ذهاب.
الشفان ريح فى ندوه و ندوه مع ريح.
قال الشاعر: الهاه شفان لها شفيف هذه غداه، ذات شفان قال الشاعر: فى كناس ظاهر يستره من عل الشفان هذاب الفنن اى من الشفان و تقد (ير) الكلام: و لا ذات شفان ذهابها، فحذف ذات لعلم السامع به.