قوله ارز المومنون، يقال: ارز فلان يارز ارزا و ازوزا، اذا تضام و تقبض.
قال ابو الاسود الدئلى: ان فلانا اذا سئل ارز، و اذا دعى اهتز، اى تقبض من البخل.
قوله: نحن الشعار و الاصحاب (124 ر) و الخزنه و الابواب، يحتمل رجوعه الى كل الصحابه، لانهم السفراء بين الرسول، عليه السلام، و بين الامه.
و يحتمل رجوعه الى اهل البيت، عليهم السلام، لان الوحى الاكثر كان ينزل على رسول الله، صلى الله عليه و آله، فى بيته، و كان يقرا، عليه السلام، الوحى اولا على اهل بيته ثم على غيرهم.
قوله ان صمتوا لم يسبقوا، اى انهم اعلم الناس بمواضع السكوت، فلا يسبقهم احد.
قوله: فليصدق رائد اهله، مثل للعرب، و هو (لا يكذب الرايد اهله) الرائد الذى يرود لاهله الكلا، و الجمع رود، و الرائد و المرتاد واحد.
و قوله: و لا يكذب الرائد اهله، خرج مخرج الخبر، و المراد به النهى، اى لا يجب ان يفعل ذلك، بمعنى من يكذب اهله لا يكون رائدا، لان المراد هو طالب الخير لهم.
و اذا كذبهم كان غير رائد.
و له سبب و قصه ذكرتهما فى مجامع الامثال فى تصنيفى.
قوله، عليه السلام، فانه منها قدم و اليها ينقلب، و قد تعلق قوم من ارباب التناسخ بظاهر هذا الكلام، و قوم من الذين يقولون بقدم الارواح، و ليس لهم بذلك متمسك، لان المراد بذلك انه من العدم قدم، و اليه ينقلب.
انما يصير بها راجعه الى الاخره، لان الاخره و هى القيامه معدومه.
و قال قوم: منها قدم، يعنى خلق لفرض راجع الى الاخره، ثم يعود الى الاخره اتماما للفرض، لان داعى الله، تعالى، الى خلق العباد و تكليفهم المنافع الراجعه الى العقبى ذلك (لا) يدرك الا بالاستحقاق.
قوله: اعلم ان لكل ظاهر باطنا على مثاله، فما طاب ظاهره، طاب باطنه، المراد بذلك ان تطهير الظاهر عن الفواحش و المنكرات على طريق الاستقامه و الاستمرار على الايام، فاستقامه العلانيه على هذا الوجه دلاله ظاهره على موافقه السر العلانيه.
و اما فساد الظاهر فانه دلاله على فساد الباطن.
و قال قوم: لكل ظاهر باطن، اى لكل جسد (124 پ) ظاهر حياه باطنه او روح باطنه.
فمن طاب ظاهره بالاخلاق الجميله التى هى الفضايل، طاب باطنه، يعنى طاب عقله من الهيات الانقياديه.
و من خبث ظاهره بالرذائل و الاخلاق المذمومه، خبث باطنه بالهيات الانقياديه البدنيه.
فالظاهر من الانسان هو الجسد، و الباطن هو الروح.
قوله: على مثاله، يعنى: ان باطن كل انسان على مثاله و على وفق استعداده، و فى هذا كلام طويل لا يحتمل الموضع بيانه.
و ما رواه عن رسول الله، صلى الله عليه و آله: ان الله يحب العبد و يبغض عمله، و يحب العمل و يبغض بدنه.
قال الامام الوبرى: ان الحسن من كل فاعل اذا وقع على وجهه فهو حسن، و القبيح من كل فاعل قبيح لوقوعه على وجه مخصوص.
و المعتبر بوجوه الافعال فى حسنها و قبحها دون افعال فاعلها.
و لهذا قال: يحب العبد و يبغض عمله، لان المومن حبيب الله، لقوله يحبهم و يحبونه.
فاذا صدرت عنه صغيره، فالله، تعالى، يحب ذاته، و يبغض عمله.
و كذلك الكافر اذا احسن الى المسلمين، فان الله، تعالى يبغض جسده و يحب عمله.
و هذا الخبر رد على من قال: ان رسول الله، صلى الله عليه و آله، لم يذكر شيا من العقليات، فان هذه المساله من لطيف الكلام فى العقل.
و قال قوم: العارف ربما كانت له (اخلاق غير مرضيه، فالله، تعالى، يحبه من جهه عرفانه و يبغض اخلاقه)، و الجاهل ربما كانت له اخلاق جميله حصلها من طريق التقليد، فالله، تعالى، يحب اخلاقه و يبغضه.
(قوله:) اعلم ان لكل عمل نباتا.
هدا بيان المعنى الاول من الظاهر و الباطن، فان الباطن كالاصل، و الظاهر كالثمره له.
و هذا مقتبس من قول الله، تعالى: و البلد الطيب يخرج نباته باذن ربه، و الذى خبث لا يخرج الا نكدا.