شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 217
نمايش فراداده

خطبه 178-پاسخ به ذعلب يمانى

شرح كلام قاله لذعلب اليمانى.

الذعلب و الذعلبه الناقه السريعه، و منه سمى الرجل.

قوله: لا تراه العيون بمشاهده العيان، اى بالمقابله و المحاذاه، و الاصل فى ذلك ان الكيفيه مما يتقاضاه الخيال بواسطه الحاسه المبصره، ثم يطلب الخيال من كل شى ء نصيب الحاسه المبصره من طريق الكيفيه.

و ما يدركه الانسان بحاسه السمع، فليس للخيال ان يطلب منه الكيفيه.

و كذلك المذوقات و المشمومات.

فكذلك ما يعرف بالعقل و يدرك بالبصر الذى بعد الموت مما وعده الله، تعالى، ليس للخيال ان يطلب منه الكيفيه.

فان الكيفيه و الكميه من قبيل الاعراض.

و الله، تعالى، منزه عن العرضيه و الجوهريه و الجسميه.

قوله: قريب من الاشياء غير ملامس، تاثير الفاعل فى الفعل لا يحتاج الى الملامسه، خصوصا من يفعل بلا آله.

و نظير ذلك ان الروح الانسانيه متصرفه و محركه، فلا يقال انها اقرب الى عضو، بل تصرفها فى جميع الاعضاء على نسبه واحده.

قوله: متكلم لا برويه، اى هو غنى عن التفكر و البحث و اقتناص المجهول بالمعلوم.

قوله مريد بلا همه، الهمه ما يهم الانسان من قبل الحاجه.

و الله، تعالى، منزه عن ذلك.

قوله: بصير لا يوصف بالحاسه، المعنى انه بصير فى الشاهد، ماله حاسه باصره.

قوله رحيم لا يوصف بالرقه، الرحمه من الله، تعالى، انعام و احسان و تفضل، و من الخلايق رقه و تعطف.