شرح كلام قاله لذعلب اليمانى.
الذعلب و الذعلبه الناقه السريعه، و منه سمى الرجل.
قوله: لا تراه العيون بمشاهده العيان، اى بالمقابله و المحاذاه، و الاصل فى ذلك ان الكيفيه مما يتقاضاه الخيال بواسطه الحاسه المبصره، ثم يطلب الخيال من كل شى ء نصيب الحاسه المبصره من طريق الكيفيه.
و ما يدركه الانسان بحاسه السمع، فليس للخيال ان يطلب منه الكيفيه.
و كذلك المذوقات و المشمومات.
فكذلك ما يعرف بالعقل و يدرك بالبصر الذى بعد الموت مما وعده الله، تعالى، ليس للخيال ان يطلب منه الكيفيه.
فان الكيفيه و الكميه من قبيل الاعراض.
و الله، تعالى، منزه عن العرضيه و الجوهريه و الجسميه.
قوله: قريب من الاشياء غير ملامس، تاثير الفاعل فى الفعل لا يحتاج الى الملامسه، خصوصا من يفعل بلا آله.
و نظير ذلك ان الروح الانسانيه متصرفه و محركه، فلا يقال انها اقرب الى عضو، بل تصرفها فى جميع الاعضاء على نسبه واحده.
قوله: متكلم لا برويه، اى هو غنى عن التفكر و البحث و اقتناص المجهول بالمعلوم.
قوله مريد بلا همه، الهمه ما يهم الانسان من قبل الحاجه.
و الله، تعالى، منزه عن ذلك.
قوله: بصير لا يوصف بالحاسه، المعنى انه بصير فى الشاهد، ماله حاسه باصره.
قوله رحيم لا يوصف بالرقه، الرحمه من الله، تعالى، انعام و احسان و تفضل، و من الخلايق رقه و تعطف.