شرح الخطبه الاخرى، هذه خطبه خطبها عند انصرافه من صفين، و صفين موضع على عشرين فرسخا من الكوفه.
اللغه: قوله: استسلاما، اى انقيادا.
قوله: فاقه الى كفايته، الفاقه الحاجه، لا فعل لها.
و الكفى اصل صحيح يدل على الحسب الذى لا يستزاد فيه.
و كفايه الله لطفه، تبارك و تعالى.
لا يئل لا ينجو.
و فى الحديث: فلا و الت اى لا نجوت.
فانه ارجح ما وزن، اى ان حمده ( ).
قوله: معتقدا مصاصها، المصاص خالص كل شى ء.
يقال: فلان مصاص قومه، اذا كان اخلصهم نسبا، يستوى فيه الواحد و الجمع و الاثنان و المونث.
قوله: لاهاويل ما يلقانا، الهول المخافه و الامر المخيف.
يقال: هول و اهوال و اهاويل كقول و اقوال و اقاويل.
و مدحره الشيطان اى مبعده.
قوله: الامر الصادع، يجوز ان يكون بمعنى القاطع من قولهم: صدعت الفلاه اى قطعتها.
و يجوز ان يكون بمعنى الدين الظاهر من قولهم: صدعت الشى ء، اى بينته و اظهرته.
و يقال: صدع بالقول، تكلم.
المثله بفتح الميم و ضم الثاء جميعا، و السحاله الذى يسرى ليلا.
و اختلف النجر، النجر و النجار الاصل و الحسب و الطبع، انهارت دعائمه انهدمت، و انهور اصل صحيح يدل على تسافط شى ء و زواله، يقال: هو ربه فانهار و تهور، اى انهدم.
قوله: عفت شركه، الشراك الطرايق الدقاق تنشعب عن جاده، (41 پ) و يقال: الكلام فى بنى فلان شرك اى طرايق، و قيل: نعم الطريق شراكه اى واضحه.
و الطريق يذكر و يونث، كالسبيل.
فى خير دار، يعنى فى دار الدنيا، لانها دار العمل، و يحتمل ان يكون المراد بها مكه، يعنى انها خير دار.
قوله: نومهم شهود و كحلهم دموع بلاغه بلغت مداها، يعنى كانهم لا ينامون، و يكون ان نام غيرهم، فهم شهود، و ان اكتحل غيرهم بالاثمد، فكحلهم الدموع، يعنى ان اعينهم لا يخلو من الدموع.
و لجا امره، التجا امره، التجا (الى) المكان يلتجا اليه.