قوله: لا تذوقوا الموت الا غرارا او مضمضه، يقال غارت الناقه تغار غرارا، اذا قل لبنها.
و منه غرار النوم و هو قلته، حكاه عنه ابوعبيده.
يقال: ما مضمضت عينى بنوم، اى مانمت، و يقال: تمضمض النعاس فى عينه.
قوله: من وصيه له لمعقل بن قيس الرياحى لما انصرف زياد بن ابى حفص، و هو عامل اميرالمومنين عن حريث الخارجى مجروحا، و ذهب حريث الخارجى (177 ر) الى رام هرمز.
بعث اميرالمومنين الى حريث الخارجى معقل بن قيس الرياحى مع الفى فارس، و كتب الى عبدالله بن عباس، و امره بان يعاون معقلا بالفى فارس، و حمد زيادا، و دعا له بخير، و دعاه الى الكوفه ليستريح.
فبعث عبدالله بن عباس الى معقل خالد بن معدان الطائى مع الفى فارس.
فلما وصل معقل الى حريث، وجده فى رام هرمز، و قد اجتمع عليه خمسه الاف من الخوارج و الالفان من العبيد و الرستاقيين و الاعراب.
و اقبلوا، و انهزم حريث مع بنى ناجيه، و قتل معقل من بنى ناجيه ثلثمائه فارس، و التجاء حريث الى جيرفت من بلاد كرمان.
ثم كتب معقل كتاب الفتح الى اميرالمومنين، فاصره اميرالمومنين بان يقفوا اثرهم و يقطع دابرهم، فتوجه معقل بلقائهم.
فاجتمع على حريث من النصارى و الخوارج و من الذين منعوا الزكوه عشره الاف فارس، و اقتتلوا قتالا عظيما، حتى قتل حريث حين قام قائم الظهيره، و قتل معه النعمان بن مهاره الراسبى، و انهزم الخوارج، و ذلك فى سنه ثمان و ثلثين من الهجره.
و سبى معقل من النصارى مائه شريف و من بنى ناجيه مائه و خمسين شريفا.
و تقدم قضيتهم مع مصقله بن هبيره، و كان مصقله بن هبيره عامل على على بلده اردشير خره من بلاد الاهواز.
فصل.
و اما قول السيد الرضى فى حق معقل بن قيس ان اميرالمومنين انفذه الى الشام، فلم يوجد ذلك فى التواريخ، و انما وجد فى التواريخ ما ذكرناه.
و الظفر الذى ساعد معقل بن قيس انما ساعده ببركات امتثاله مراسم اميرالمومنين، و كان معقل مخلصا له.
قوله: البردان و الابردان الغداه و العشى.