قوله: نظرت تحتك، اى اقتديت بمن هو دونك فى الرتبه عند الله، و ما اقتديت (210 پ) بمن هو فوقك.
يعنى اقتديت باهل الشام، و ما اقتديت بصحابه رسول الله، صلى الله عليه و آله، من المهاجرين و الانصار، حين بايعونى.
فقال الحرث: فانى اعتزل مع سعد بن مالك، عنى به سعد بن ابى وقاص.
فانه لما قتل عثمان اشترى اغناما و انتقل الى الباديه، و كان يتعيش بتلك الاغنام، حتى قضى نحبه، و لم يشهد بيعه على.
و اما عبدالله بن عمرو التجا الى حفصه ام المومنين زوجه النبى و اخت عبدالله بعد ما بايع اميرالمومنين، و لكنه ما خرج معه الى حرب الجمل، و قال: اعجزتنى العباده عن الفروسيه و المحاربه.
فلست مع على و لا مع اعدائه، و لا احتياج له الى نصرتى، و انا رجل ضعيف متعبد.
و اعتقد عبدالله بن عمر ان قتال اهل البغى فرض على الكفايه.
و ان القوم الذين مع على يقع بهم الكفار.
و لو احتاج اليه اميرالمومنين، لخرج لانه بايعه، لم ينصرا الحق، يعنى علانيه، و لم يخذلا الباطل علانيه، لان من لم ينصر الحق، لم يخذل الباطل.
قوله: صاحب السلطان كراكب الاسد، كلام فى غايه المتانه، و فيه ما لا يحصى من الفوائد.
لان من ركب الاسد لا يخلو اما ان يلقيه الاسد و يريد به، و اما ان يلقيه و يفترسه.
و صاحب السلطان، اما ان يوقعه السلطان فى مهلكه لا ينجو منها بسبب نظام ملكه، و اما ان يهلكه السلطان، و مع ذلك فالناس يحسدونه بسبب جاهه و ماله، و هو فى خطر عظيم.