قوله: لا تصحب المائق، فانه يزين لك فعله، الموق حمق فى غباوه.
و يقال احمق مائق.
الاحمق لا يتصور نقصانه، بل يتخيل نفسه كامله، و يودان تكون مثله.
و قال بعض الحكماء: الاحمق، هو ما يتخيل مضاره فى صوره منافعه.
و لو كان كذلك، فكل واحد منا احمق، لاننا نتخيل الدنيا و زخارفها، و هى مضار، فى صوره منافعنا.
و سئل عن مسافه ما بين المشرق و المغرب، فقال: مسيره يوم للشمس.
لهذا الكلام شرح طويل قنعنا منه بمجمل دون مفصل.
الافلاك على ما قيل سبع، و السموات السبع على موجب قول الله، تعالى، العرش و الكرسى، فيكون تسعا.
فاقربها الينا فلك القمر، و الفلك الثانى مما يلينا لعطارد، و الثالث للزهره، و الرابع للشمس.
و الخامس للمشترى، و السابع لزحل، و الثامن للثوابت، و التاسع فلك الافلاك، و هو غير مكوكب، و يقال له الفلك الاطلس و الفلك الاعظم و المحيط.
و هذا الفلك يدور من المشرق الى المغرب، و يدور معه سائر الافلاك باذن الله و تقديره دوره واحده فى كل يوم و ليله حوالى الارض.
و هذا معنى قول الله، تعالى: و لقد خلقنا فوقكم سبع طرائق، و قوله: سبع سموات طباقا، و قوله: افلا تنظرون الى الابل كيف خلقت، و الى السماء كيف رفعت، و الى الجبال كي ف نصبت، و الى الارض كيف سطحت.
قد مسح المهندسون الارض فقد روها اربعه و عشرون الف ميل، و قدروا قطرها سبعه آلاف و تسعمائه و ستين ميلا.
و لها اربعه اركان: المشرق و المغرب و الجنوب و الشمال.
هذا على الاضافه.
و يجوز على هذا الوصف ان يكون بلده مشرقا لقوم و مغربا لمن فوقهم، و ان يكون بلد مغربا لقوم، مشرقا (لمن) دونهم.
و كذلك الجنوب (213 پ) و الشمال، كما قال الله، تعالى: و اورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض و مغاربها.
قال بعض المفسرين: انها بيت المقدس.
و قال قوم: ما كان على يمين خط الاستواء، و هو مدار راس الحمل و الميزان للتوجه الى المشرق من البلدان فهى جنوبيه، و ما كانت على يساره فهى شماليه، و ما كان من البلدان نحو المشرق من خط نصف النهار، و هو الخط الذى يحيط بالفلك الاعظم مارا على قطبيه بحذاء قبه الارض التى اصطلحت عليها ارباب تلك الصناعه.
و القبه كما نقل بلده باليمن، فهى مغربيه.
و بعد كل بلد من خط نصف النهار يسمى طول البلد، و بعده من خط الاستواء يسمى عرض البلد.
و قوله، تعالى: و من الارض مثلهن، قيل: هى الاقاليم السبعه، و قيل: هى الاراضى المنقطعه، و قيل: اقسام من خط الاستواء الى جنب الشمال و منقطع العمران عند ياجوج و ماجوج على عرض ثلث و ستين درجه، و انتهى الى الامم الذين يسكنون من شده البرد، و هم غير محمودين فى طبايعهم لقساوه قلوبهم و خلافه ابدانهم.
اما النصف الجنوبى فجاء بيننا و بين الوصول اليه و الوقوف على عمرانه و خرابه بحار و ارضون.