اللغه:
(ولج) يلج ولوجا ولجه دخل و الوليجه الدخيله و البطانه و خاصتك من الرجال و مت تتخذه معتمدا من غير اهلك، و هو وليجتهم اى لصيق بهم، و المراد هنا ما اضمره الانسان فى قلبه. الاعراب:
الفاء فى قوله عليه السلام:
فقدا قر، و قوله:
فليات فصيحه و فى قوله:
فليدخل جواب للشرط المعنى:
اعلم ان الزبير بعد نكثه بيعه عليه السلام كان يعتذر عن ذلك، فيدعى تاره انه اكره على البيعه و (يزعم) اخرى انه ورى فى ذلك توريه و نوى دخيله و (انه قد بايع بيده و لم يبايع بقلبه) فاجاب عليه السلام عنه ورد ادعائه بانه (قد اقر بالبيعه) بتسليمه البيعه بيده ظاهرا و (ادعى) انه اضمر فى باطنه ما يفسد بيعته من (الوليجه) و البطانه و هذه دعوى لا تسمع منه و لا تقبل شرعا ما لم ينصب عليها دليلا و لم يقم عليها برهانا (فليات) على اثباتها (بامر يعرف) صحه و دليل يتضح دلالته (و الا) اى ان لم يقم عليها برهانا كما ان الشان ذلك (فليدخل فيما خرج منه) من طاعته عليه السلام و انقياد حكم و ليمض على بيعته. قال الشارح المعتزلى:
لما خرج طلحه و الزبير من المدينه الى مكه لم يلقيا احدا الا و قالا:
ليس لعلى فى اعناقنا بيعه و انما بايعناه مكرهين فبلغ عليا عليه ا لسلام قولهما فقال عليه السلام:
ابعدهما الله و اعزب دارهما و انا و الله لقد علمت انهما سيقتلان انفسمها اخبث مقتل و ياتيان من ورد اباشام يوم و لقد اتيانى بوجهى فاجرين و رجعا بوجهى غادرين ناكثين، و الله لا يلقياننى بعد هذا اليوم الا فى كتبه خشناء يقتتلان فيها انفسهما فبعدا لهما و سحقا. و فى الاحتجاج عن نصر بن مزاحم ان اميرالمومنين عليه السلام حين وقع القتال و قتل طلحه تقدم على بغله رسول الله عليه السلام الشبهاء بين الصفين، فدعا الزبير، فدنا اليه حتى اذا اختلفت اعناق دابتهما، فقال يا زبير انشدك اسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول:
انك ستقاتل عليا و انت له ظالم، قال، اللهم نعم، قال:
فلم جئت؟ قال:
جئت لا صلح بين الناس فادبر الزبير و هو يقول:
ترك الامور التى يخشى عواقبها لله اجمل فى الدنيا و فى الدين اتى على بامر كنت اعرفه)1( قد كان عمر ابيك الخير مذحين فقلت حسبك من عدل اباحسن فبعض ما قتله ذا اليوم يكفينى فاخترت عارا على نار موججه انى يقوم لها خلق من الطين نبئت طلحه وسط النقع منجدلا ماوى الضيوف و ماوى كل مسكين قد كنت انصره احيانا و ينصرنى فى النائبات و يرمى من يرامينى حتى ابتلينا بامر ضاق مصدره فاصبح اليوم ما يعينه يعنينى قال:
و اقبل الزبير الى عايشه فقال:
يا امه و الله مالى فى هذا بصيره و انا منصرف، فقالت عايشه:
يا اباعبدالله افررت من سيوف ابن ابيطالب؟ فقال:
انهما و الله طوال حداد تحملها فتيه انجاد ثم خرج راجعا فمر بوادى السباع و فيه الا حنف ابن قيس قد اعتزل فى بنى تميم فاخبر الا حنف بانصرافه فقال:
ما اصنع به ان كان الزبير قد القى (الف خ) بين غارين )1( من المسلمين و قتل احدهما بالاخر ثم هو يريد اللحاق باهله فسمعه ابن جرموز فخرج هو و رجلان معه قد كان و لحق بالزبير رجل من كلب و معه غلامه. فلما اشرف ابن جرموز و صاحباه على الزبير فحرك الرجلان رواحلهما و خلفا الزبير وحده، فقال الزبير:
مالكماهم ثلاثه و نحن ثلاثه فلما اقبل ابن جرموز قال له الزبير:
مالك اليك عنى فقال ابن جرموز:
يا اباعبدالله اننى جئتك لا سالك عن امور الناس قال:
تركت الناس على الركب يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف. قال ابن جرموز:
يا اباعبدالله اخبرنى عن اشياه اسالك عنها قال:
هات، فقال اخبرنى عن خذلك عصان و عن بيعتك عليا و عن اخراجك عايشه ام المومنين و عن صلاتك خلف ابنك و عن هذه الحرب التى جئتها و عن لحوقك باهلك فقال:
اما خذلى عصمان فامر قدم الله فيه الخطيئه و اخر فيه التوبه، و اما بيعتى عليا فلم اجد منها بدا اذ بايعه المهاجرون و الانصار، و اما نقضى بيعته فانما بايعته بيدى دون قلبى، و اما اخراجى ام المومنين فاردنا امرا و اراد الله غيره، و اما صالتى خلف ابنى فانما خالته قد متنى، فتحنى ابن جرموز عنه، و قال قتلنى الله ان لم اقتلك. و فى شرح المعتزلى بعد ما ذكر سوال ابن جرموز و جواب الزبير قال:
فسار ابن جرموز معه و كل واحد منها يتقى الاخر فلما حضرت الصلاه فقال الزبير يا هذا انا نريد ان نصلى، فقال ابن جرموز:
انا اريد ذلك فقال الزبير:
فتومنى و اومك، قال:
نعم فثنى الزبير رجلا و اخذ وضوئه، فلما قام الى الصلاه شد ابن جرموز عليه فقتله و اخذ راسه و خاتمه و سيفه و حثا عليه ترابا يسيرا و رجع الى الا الا حنف فاخبره، فقال:
و الله ما ادرى اسات ام احسنت، اذهب الى على عليه السلام فاخبره فجاء الى على فقال للاذن:
قل له:
عمرو بن جرموز بالباب و معه راس الزبير و سيفه فادخله. و فى كثير من الروايات انه لم يات بالراس بل بالسيف فقال له:
انت قتله قال:
نعم قال:
و الله ما كان ابن صفيه جبانا و لا لئيما و لكن الحين )1( و مصارع السوء ثم قال ناولنى سيفه فناوله فهزه ، و قال:
سيف طال ما جلى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال ابن جرموز:
الجايزه يا اميرالمومنين، فقال عليه السلام:
اما انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول بشر قاتل ابن صفيه بالنار، فخرج ابن جرموز خائبا و قال:
اتيت عليا براس الزبير ابغى به عنده الزلفه فبشر بالنار يوم الحساب فبئست بشاره ذى التحفه فقلت له ان قتل الزبير لو لا رضاك من الكلفه فان ترض ذاك فمنك الرضا و الا فدونك لى حلفه و رب المحلين و المحرمين و رب الجماعه و الالفه لسيان عندى قتل الزبير و ضرطه عنز بذى الجحفه ثم خرج ابن جرموز على على عليه السلام مع النهر، فقتله معهم فيمن قتل. فان قيل:
اليس ما رواه ذلك صريحا فى توبه الزبير حيث انه لو لم يكن تائبا لما استحق قاتله النار بقتله، فيدل ذلك على صحه ما ذهب اليه الشارح المعتزلى وفاقا لساير المعترله من صحه توبه الزبير. قلت:
قد اجيب عنه تاره بان بشاره القاتل بالنار لا ينافى كون المقتول فيها ايضا، و لا يلازم توبته، و ذلك لان ابن جرموز قتل الزبير على وجه الغيله و المكر و هذه منه معصيه لا شبهه فيها فانما استحق ابن جرموز النار بقتله اياه غدرا لا لان المقتول ف ى الجنه. و اجيب اخرى بان جرموز كان من جمله الخوارج كما ذكره الشارح فى آخر كلامه و النبى صلى الله عليه و آله و سلم قد كان خبره بحالهم و دله على جماعه منهم باعيانهم و اوصافهم، فلما جائه ابن جرموز براس الزبير اشفق اميرالمومنين عليه السلام من ان يظن به لعظيم ما فعله الخير و يقطع له على سلامه العاقبه و يكون قتله الزبير شبهه فيما يصير اليه من الخارجيه قطع عليه بالنار لتزول الشبهه فى امره و ليعلم ان هذا الفعل الذى فعله لا يساوى شيئا مع ما يرتكبه فى المستقبل. و الذى يدل على ان بشارته بالنار لم تكن لكون الزبير تابئا بل لبعض ما ذكرناه هو انه لو كان الامر كما هو واضح لا يخفى، مضافا الى انه لو كان تائبا لم يكن مصرعه مصرع سوء لا سيما و قد قتله غادرا، و ياتى انشاءالله تحقيق هذا المعنى فى شرح الكلام الماه و السابعه و الثلاثين بما لا مزيد عليه فانتظر. الترجمه:
از جمله ى كلام بلاغت نظام آن حضرتست كه اراده نموده به آن زبير را در حالى كه اقتضاء ميكرد آنرا ادعا ميكند زبير كه بيعت كرده بدست خود و بيعت ننموده بقلب خود، پس به تحقيق اقرار نمود ببيعت خود شرعا و ادعا كرد پنهان داشتن خلاف آنرا در باطن، پس بايد كه بياورد بر آن دعوى يا د ليلى كه شناخته ميشود به آن دليل صحت آن دعوى، و اگر اقامه ى دليل نتواند بكند بايد داخل شود به آن چيزى كه از آن خارج شده.