(الشرح): وصف فى هذه الخطبه اولا المومن على ما ينبغى ان يكون عليه من العلم و العمل و الزهاده و الورع و السيره الحميده.
ثم ذكر من يتلبس لباس العلماء و لايكون منهم ويتزيابزى الزهاد و ليس ايضا منهم.
ثم زجر الناس عن هذه الطريقه و دعا الى نفسه و اراهم من وجهين انه يجب عليهم الاقتداء به.
ثم اشار الى ملك بنى اميه و فتنه الناس بدولتهم، فقال فى صدرها (ان من احب عبادالله تعالى اليه عبدا) و كان بخط الرضى (عبد) فرفعه ظنا منه ان مورد الكلام من اوله ان احب العباد الى الله عبد.
و قوله (اعانه الله على نفسه) صفه (عبدا) و معنه كسر الله شهواته فى القبائح، على معنى انه تعالى فعل به لطفا اختار عنده الطاعه و اجتنب المعصيه فبتوفيق الله يطيعه العبد و بعصمته تعالى يترك العبد معاصيه قامعا لشهواته، و اللطف الخاص عون للعبد المومن على نفسه.
(واستشعر الحزن) اى اتخذه شعارا.
(و تجلببه) اى جعله جلبابا وثوبا لنفسه.
(فزهر مصباح الهدى) اى اضاء سراج العلم اليقين فى قلبه.
والفرات: الماء العذب.
و النهل: الشرب الاول، و قدنهل و انهلته، لان الابل تسقى فى اول الورد فترد الى العطن ثم تسقى الثانيه و هى العل فترد الى المرعى.
و الجدد: الارض الصلبه، و فى المثل (من سلك الجدد امن العثار).
وروى (فخرج من صفه العمى).
و قوله (و قطع غماره) اى شدائده، و يقال: بحر غمار، و غمرات الموت شدائده، و الغمره: الزحمه من الناس و الماء، و الجمع غمار، و دخلت فى غمار الناس يضم و يكسر اى فى زحمتهم و كثرتهم.
(و عروه) القيمص هى الاصل، و قوله تعالى (فقد استمسك بالعروه الوثقى) (اى تمسك بالعهد الوثيق) قال الشاعر: و لم اجد عروه الخلائق الا الدين لما اعتبرت و الحسبا و الحبل المتين: المحكم.
و (نصب نفسه لله) اى اقامها و اتعبها، يقال: نصبت الشى ء: اذا اقمته، و منه نصبت فلانا: اذا عاديته.
و نصب بالسكر اى تعب و انصبه غيره، و يجوز ان يكون معنى (من) نصب اى اتبعها، من قولهم (هم ناصب فى ارفع الامور) كانه اشاره الى الشرعيات، فان الفقيه المتقن للاحكام و النصوص بصدر كل مايرد عليه و لايقيس فى الشرع بل يجعل لكل فرع عموم اصله الذى هو بعضه، و من جملته و شياع لفظ النص الاصلى يتناوله، فاى حاجه الى القياس المنهى عنه شرعا.
و (العشوات) جمع عشره، و هى سواد الليل و الامر الملتبس ايضا، يقال: اوطاتنى عشوه.
و الغشوات: الاغطيه.
و قرى ء (و على ابصارهم غشوه) اى غطاء، و الغاشيه: القيامه تغشى بانواعه ا.
و المبهمات: المغلقات.
و المعضلات: الشدائد.
و مظنه الشى ء: موضعه.
و (نصب اشراكا) اى رفع و وضع، و الشركه: الحباله.
وروى (وفيها اضطجع).
و قوله (فانى توفكون) اى تصرفون.
و العلم: العلامه و الجبل و الرايه، و الجمع الاعلام.
و يقال (ارض تيهاء) و الجمع تيه: اذا كان يتاه فيها، اى لايهتدى فيها بعلم، و قوله (فاين يتاه بكم) من تاه فى الارض: اى ذهب فيها متحيرا.
و قوله (خذوها عن خاتم النبيين) اى خذوا النصيحه من النبى بصلى الله على و آله الذى ختم به النبوه، فانه قال (انه يموت من مات منا و ليس بميت) الى آخر الكلام.
و قوله (الم اعمل فيكم بالثقل الاعظم) يعنى القرآن (و اترك) تقديره: و الم اترك فيكم الثقل الاصغر يعنى العتره، و كلا الاستفهامين على سبيل التقرير اى علمت فيما بينكم و فى حقكم بالقرآن و تركت عترتى و سطكم، و قال النبى صلى الله عليه و آله: انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتى اهل بيتى و انهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض.
و تغلغل الماء فى الشجر: اذا تخللها و جرى بينها، و اغل الرجل بصره: اذا شدد النظر.