و هذه المعادن قالوا: انها تتكون كذلك من الابخره الصاعده من جرم الارض، فلذلك عبر عليه السلام عنها بالنفس، و كل ذلك بامر الله تعالى.
و انما يخلقه كذلك على مقتضى الحكمه كما خلق الانسان فى احسن تقويم من نطفه ثم علقه ثم مضغه الى ان ينشئه خلقا سويا.
فتبارك الله احسن الخالقين.
و قيل (تنفست) هاهنا مستعار من تنفس الصبح: اذا تبلج، او مجاز من قولهم (تنفس الرجل) اذا صار ذانفس من الانفاس، و كل ذى رئه متنفس.
ودواب الماء لاريات لها، فكيف تكون للمجادات انفاس على الحقيقه.
(و ضحكت عنه اصداف البحار) استعاره حسنه، و صدف الدره غشاوها، الواحده صدفه.
و (الفلز) اسم الاجناس السبعه التى هى: العقيان و هو الذهب، و اللجين و هو الفضد، و الحديد، و النحاس، و الرصاص، و الاسرب، و الزيبق.
و قيل: لها ثامن و هو الخارصينى، و هو الذى تعمل منه انواع من السرائى و المرجان البسذ و صغار اللولو.
و غاض الماء: نقص، و غضته يتعدى و لايتعدى.
و صف الله بانه (لايغيضه السوال) و (لايبخله الالحاح) اى لاينسبه ال ى البخل.
و الح السائل على فلان بالمساله: اى اقام بها عليه دائما، من الح السحاب: اذا دام مطره، و الح الجمل حرن.
و روى (و لا يبخله) و ابخلته: وجدته بخيلا، و بخلته اى نسبته الى البخل.
و رسخ فى الشى ء: اذا ثبت فيه، و (الراسخون فى العلم) هم المبالغون فى علم كتبهم الثابتون الذين (لايقتحمون السدد المضروبه دون العيوب).
و اقتحام الفرس فى الماء: الدخول فيه من غير ارسال.
و (السدد) جمع سده، و هى باب الدار، و فى الحديث (الشعث الرووس الذين لاتفتح لهم السدد) اى الابواب.
و السدد هاهنا كنايه عن الخيام، لانها موصوفه بالمضروبه.
و معنى جميع مافصله فى بيان احوال الراسخين انهم اذا ما تبعدهم الله باقامه خمس صلوات لايتطلبون عله لم لم يامر باكثر من ذلك او اقل، و لم جعل الظهر على مرتبتين اربعا فى الحضر واثنتين فى السفر، و لم لم يجعلها ستا و لا ثلاثا.
فكذا الكلام فى كل فريضه فى كل وقت و فيما سواها من العبادات نحو الصيام و الزكاه و الحج، و كذلك الكلام فى كل وقت و فيما سواها من العبادات نحو الصيام و الزكاه و الحج، و كذلك الكلام فى الاحكام و نحوها.
و انهم يعلمون على الجمله انه احكم الحاكمين، فيقرون بانه تعالى امربها لكونها الطافا لنا و مصالح فى ديننا، لايتعمقون و لايتقعرون فى البحث عما لم يجعله الله من تكاليفهم.
ثم قال: هو الله الواحد القادر الذى اذا صارت الاوهام و الظنون و مرتميه لتقع عليه صارت (مردوعه) تعترف قلوبها بانه يعرف بالدلائل و كنه عظمته لايخطر بالبال و مقدوراته غير متناهيه.
(وارتمى) مطاوع رمى، فقال رميت الشى ء من يدى اى القيته فارتمى، و يقال ارتمينا اى ترامينا.
و روى (و خطرات الوساوس) والوسوسه: حديث النفس، و قد خص بالشر.
و خطرها تحريكها و رفعها و اما مصدر خطر الشى ء ببالى فهو الخطور لانه فعل لازم، و اخطره الله ببالى.
و الخاطر مخصوص فى العرف بالخير، و الخطرات جمع خطره.
و تولهت، اى تحيرت، و (الوله) ذهاب العقل و التحير من شده الوجد.
و كنه الشى ء: غايته و نهايته.
و الغامض من الكلام: خلاف الواضح، و قد غمض غموضه، من قولهم للمطمئن من الارض الغامض و قد غمض، و مكان غمض اشد غورا.
و روى لتنال علم ذلك.
وردعها: اى كفها، (و هى تجوب) اى تقطع (مهاوى) اى مهالك و مساقط (سدف) اى ظلم (متخلصه) اى مقدره التخلص اليه.
و الاعتساف و هو الاخذ على غير الطريق.
و (جبهت) ردت، و الجبه الرد، و اصصله من جبهته: صككت جبهته و جبهته بالمكروه: اذا استقبلته.
و قوله (و اعتراف الحاجه) عطف على عجائب، يقول عليه السلام: انه تعالى ارانا من الحكم العجيبه من افعاله ما هو ناطق بالبرهان على عظمته، و ارانا من اقرار و اعتراف الخلائق و حاجاتهم الى ان يمسكها الله تعالى بقدرته ما يدلنا الى معرفته على القطع، و يكون عند ذلك بمنزله المضطرين اليها.
و الهاء فى (يقيمها) للعجائب.
و قوله (بمساك قدرته) من قولهم امسكت الشى ء بمعنى اعتصمت به، و المساك: المكان الذى تمسك الماء.
ورى (بمساك) بفتح الميم و الكسر افصح.
و روى تمسك، يقال فيه مسكه من الخير اى بقيه، و رجل مسكه و هو الذى لايعلق بشى ء يتخلص منه، و الجمع مسك.
ثم شهد ان من شبه الله بالاجسام و الصور لايعرفه يقينا، و ان من جعل له حليه الاصنام فهو عادل كافر.
و (حقاق المفاصل) تشتمل على حكمه الله و يحتجب تدبيرها.
و مفصل العضو من العضو اذا تامله متامل يرى احدهما كالحقه يدور فيها الاخر مشدودا هذا بصاحبه بالعصب متلاحما متصلا حتى احتذى البناون فى بنائهم بالذكر و الانثى.
و روى (لم يعقد غيب ضميره) اى لم يعقد ذلك الشبه غيب ضميره.
و اذا رفع غيب ضميره يكون فاعلا.