شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و روى (و لم يباشر قلبه اليقين) و المعنى واحد.(و كذب العادلون) اى يجعلون لله عديلا و شريكا.و نحلوك: اعطوك.(و جزوك): اصله الهمز، وروى جزوك على التخفيف و اللين.و القريحه: اول ما يستنبط من البئر، و منه قولهم (لفلان قريحه جيده)، و الجمع قرايح، يراد بها استنباط الجميع بجوده الطبع.و (القوى): جمع القوه، و هى فى الاصل الطاقد من الحبل، و رجل شديد القوى: اى شديد اسر الخلق.و قوله (و انك انت الله الذى لم تتناه فى العقول) و اشهد انك الله الذى لايكيف.(الشرح): وصف الله بانه قدر ما خلقه من العالم و دبر جميع ذلك، و سخر الشمس و القمر و النجوم، ووجه جميع ذلك للوجهه التى خلقه لها على ما اقتضته الحكمه، فلم يتجاوز شى ء منها حدود ما اراد الله على الالجاء.و لم يقصر- اى لم يعجز- عن ان ينتهى الى غايه مادبره.و هذه الجمله ان كان المراد بها الجمادات و نحوها كما ذكرناه فان ما اضاف اليها من ترك التعدى و القصور و التقصير و الاستصعاب و كونها ماموره و كل ذلك مجاز، و ان اراد بذلك العقلاء و غير هم فيكون مخصوصا بما يريده الله على سبيل الالجاء.و كيف يجرى تلك الامور على خلاف ذلك و هو تعالى قادر لذاته، و حسبه اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون.و روى: و لم يقصر.ثم ذكر انه تعالى الخلائق للاشياء على سبيل الانشاء و الابتداء بلا عزيمه و لا تجربه و لامعين و لامشير (فتم خلق الله) لما اراد خلقه و انقاد لطاعته.و هذا ايضا على مذاق ماتقدم آنفا من اجابه المخلوقات لدعوته، على معنى انه على طريق التسخير و الالجاء، فاما اذا اراد ايجاد شى ء من العدم الى الوجود فقد حصل بلا ريب و لا ابطاء.و الاناه: السكون.و المتكى ء: المتاخر، و تلكا فى الشى ء: تباطا.ثم ذكر انه تعالى لما خلق ا
لحيوانات و احتاجت الى اشياء هيا الاسباب لها، و اقام اودها و اعوجاجها، و نهج جددها، اى فى جددها، يعنى طرق لهم فى الارض الصلبه، و هى اوضح لها.وروى (و نهج حدودها).ثم وصف ما ركب الله فى الابدان من الحراره و البروده و الرطوبه و اليبوسه، مع انهاه متضاده، فجمعها على وفق المصلحه، و كان تعالى قادرا على ان يجعله حيا من غير جمعها فيه، الا ان اللطف يتعلق بكونها مجموعه له.و جعل اعضائها موصوله كل قرينه الى مثلها، ثم فرق تلك القرائن، و هى اجناس مختلفه على ما فصله.ثم قال (بدايا خلائق) اى هذه بدايا خلائق، و اضاف بدايا الى خلائق، او يكون بدايا بدلا من قوله (اجناسا) و (خلائق) عطف البيان و (بدايا) وزنه فعايل، و هى الخليقه المبدوء بها، نحو الخطيئه و الخطايا.و روى: (بداها خلائق) اى لما خلق الحيوانات فرقها اجناسا مختلفه فى حدودها من الملائكه و الجن و الانس و الوحوش و الطيور و غير ذلك من الحيوانات، و جعل هيئائها و غرائزها و طبائعها و اقدرها مختلفه، فاحكمها كما اراد و ابتدا خلقها اول مره على ما شاء.