و خطب الملاحم هى التى فيها ذكر الواقائع، و الملحمه: الوقعه العظيمه فى الفتنه.
و قوله (و باوليته وجب ان لا اول له و باخريته وجب ان لا آخرله) يعنى ان اوليته و آخريته لذاته لالغيره، اى غلمنا ان هذه الموجودات المحدثه لابدها من محدث، و ذلك المحدث لابد ان يكون سابقا و متقدما و اولا، ثم علمنا باوليه هذا المحدث ان لااول له، فهو قديم و اذا كان الوجود لايجوز عليه العدم.
و قوله (و باخريته) اى بوجوب وجوده اخيرا علمنا ان لاآخرله.
و هذا المعنى انما يتصور اذا كانت الضمائر الاربعه كلها لله تعالى.
و الاظهر ان الضمير فى اوليته ليس له تعالى، و كذا فى آخريته لايكون لله تعالى، فانه عليه السلام قال قبله الاول يعنى الله تعالى هو الاول قبل كل اول و الله تعالى الاخر بعد كل آخر.
ثم قال (باوليته) اى باوليه كل اول وجب ان لااول له، و باخريه كل آخر وجب ان لا آخر له تعالى.
و هذا هو الذى يقوله المتكلمون، و مثله كلام اميرالمومنين عليه السلام فى خطبه اخرى، و هو (الحمدالله الدال بحدث خلقه على ازليته).
و قوله (و لايجرمنكم شقاقى) اى لايكسبنكم خلافى الاثم.
و قيل فى معنى فلق الحبه اى وشق الحبه اليالسه فاخضر منها ورقا اخضر ثم زهرا ثم ثمرا.
و قيل (فلق) بمعنى خلق.
و (براالنسمه) اى خلق النفس، و هذا قسم على عليه السلام خاصه.
و النبى الامى منسوب الى ام القرى، و هى مكه.
قوله (كانى انظر الى ضليل) اى الى رجل قد بالغ فى الضلال و الاضلال، قد صاح باهل الشام، فحذف المضاف، اى دعاهم الى نفسه فاجابوه كما ينعق الناعق بغنمه.
و قيل (نعق بالشام) معناه كان له بهذه البقعه نعيق و صوت.
(قوله) (و فحص فى ضواحى كوفان) اى قلب البلاد و العباد فى نواحى الكوفه، يقال: فحص المطر التراب اى قلبه، فيكون مفعول فحص محذوفا، او يكون معناه بحث عن احوال الناس فى آفاق الكوفه.
و الفحص: البحث عن الشى ء.
و (الضواحى) فى اللغه السماوات و النواحى، و قد ذكره جرير فى شعره بمعنى النواحى، و (براياته) اى بسبب راياته الكثيره.
و قيل ذلك اشاره الى خروج السفيانى.
و قيل: المراد به معاويه و من بعده.
و قوله (فاذا فغرت فاغرته) اى فتحت فاها فتنته الشديده ياكل كل شى ء، و نبه بقوله (فاغرته) على ان تلك الفتنه لاتبقى و لاتذر، و لاتزال مده صاحبها فاغره.
و الشكيمه : النفس، و فلان شديد الشكيمه اذا كان انفا ابيا، و هو من شكم: اذا عض.
فقوله (و اشتدت شكميته) اذا صعبت عضته و صارت نفسه و مجرسه معضضه صلبه.
و الكلوح: العبوس.
و الكدوح: الاثار من الجراحات.
والكدح: الخدش.
و (هدرت شقاشقه) اى صاح هيجانه كشقاشق البعير الهائج.
و القاصف: الريح التى تكسر كل شى ء.
و العاصف: الشديده.
و (عن قليل تلتف القرون بالقرون) اى تموتون كما مات قبلها قرون.
و قيل معناه تجتمع للمحاربه بالكوفه الشبان و الكهول و المشايخ و يتعاركون.