و قوله (قد الجمهم العرق) اى سال من الناس يوم القيامه العرق الى ان يصل الى قرب افواههم فكانها الجمهم (و رجفت بهم) حركتهم.
ثم ذكر فتنا اخرى شديده، و قال (لا تقوم لها قائمه) اى لا تقوم لتلك الفتنه قائمه فرس، اى لا تقاتل منها اهلها و لايطيق خيل اصحاب تلك الفتن.
(قيل) اى لايبقى لها قلعه قائمه، يعنى ينهدم كل بنيه لها.
و قوله (و لا ترد لها رايه) اى تظفر رايتها و لا يردها احد.
و قوله (تاتيكم مزمومه مرحوله) اى تكون تامه الاسباب كامله الالات.
و قوله (يحفزها قائدها و يجهدها راكبها) اى يبالغ فى انقياد نايرتها فرسانها و رجالتها.
و (حفزه) اى دفعه من خلفه.
و الكلب: الشده.
و قوله (شديد كلبهم قليل سلبهم) اى يقتلون و لايسلبون.
و (نقم الله) اى عقوباته.
و الرهج: الغبار، و روى (و لا رهج و لا دخن) و الدخن: الدخان، و منه هدنته على دخن اى سكون لعله لا للصلح.
و (الدخن) ايضا: الكدوره الى السواد.
و الموت الاحمر: القتل.
(و الجوع الاغبر) اى القحط و الجدب و قله الشى ء.
و هذا القتل اشاره الى صاحب الزبج الذى ظهر بالبصره من قبل، و انما وصف الجوع بالاغبر لان الجائع يرى الافاق مظلمه فكان عليها غبارا، و موت احمر يوصف بالشده، و منه الحديث (كنا اذا احمر الباس التقينا برسول الله صلى الله عليه و آله).