ثم ذكر شيئا من زهد اربعه من الاشياء، فابتدا بذكر محمد و ختم به عليه و عليهم السلام.
ثم امر المخاطب ان يقتدى بنبيه، فان الله يحب العبد المقتدى برسوله.
و قوله اتخاف ان تكون كاذبا فى رجائه اى هل يخاف، و الاستفهام على طريق الجحد، اى لا يخلو هذا الرجاء الذى لا تحقيق له اما ان يكون كاذبا فيه او تظن انه تعالى لا يستاهل ان يرجى.
و الرجاء الى الله من فلان مدخول، اى فيه دخل و دغل، يقال: دخل فلان هو مدخول، اى فى عمله دخل و عيب و ريبه، و النخل المدخول ما يكون ثمره عفنا.
و الخوف المعلول: نقيض المحقق، واصل العله المرض، و يقال لكل حدث يشغل صاحبه عن وجهه كان تلك العله صارت شغلا ثانيا منعه عن شغله الاول.
و علله بالشى ء: لهاه به كما يعلل الصبى بشى ء من الطعام يتجز ابه عن اللبن، و عل الشى ء فهو معلول.
و الضمار: ما لا يرجى من الدين و الوعد، فكل ما لا يكون منه على ثقه.
و الاسوه: القدوه، و تاس اى اقتد.
و زخارفها: زينتها.
و روى: قبض.
و الشفيف: الرقيق يستشف ما وراه، و الصفاق: الجلد الاسفل الذى تحت الجلد الذى عليه الشعر.
و شذب الشجر: اى قطع ما تفرق من اغصانه، و جدع مشذب مقشر، و رجل شذب العروق ظاهرها، و تشذب مطاوع.
و المزامر واحدها مزمار، تقول منه زمر الرجل يزمر فهو زمار، و لا يقال: زامر.
و سفيفه من خوص: نسيجه منه، يقال اسففته اى نسجته.
و الخوص: ورق النخل، الواحده خوصه.
و حزننى و احزننى: اهمنى، و قرى ء بهما و لا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر، و روى ايضا هنا كلاهما.
و لفته عن رايه: اى صرفه يلفته.
و المقتص: التابع.
و قصم الدنيا: اى اكتفى منها بالقيل، و القصم الاكل باطراف الاسنان.
و روى قصم الدنيا اى كسرها و كسر شهواتها.
و رجل اهضم: بين الهضم، و هو انضمام الجبين لعله الاكل.
و الخميص: الضامر البطن، و قد خمصه الجوع.
و حقر بالتخفيف بمعنى استحقر و بالتشديد صغر.
و الشقاق: الخلاف.
و المحاده: المعاده.
و خصفت النعل: خرزتها.
و الرياش: الزينه، و الريش و الرياش بمعنى، و هو اللباس الفاخر كاللبس و اللباس لفظا و معنى، و قرى ء بهما.
و روى اكرم الله محمدا ام اهانه و المعنى فى الروايتين واحد، يقال: كرمته و اكرمته اى انه تعالى قبض الدنيا عن نبيه و بسطها لغيره و ليس ذاك الا عزه لمحمد صلى الله على و آله و هوانا للغير، فان اقتدى قمتد برسوله و الا فلا يكن آمنا من الهلاك.
ثم بين اشراف الهلاك بقرب القيامه و سيره رسول الله ذكر زهده فى الدنيا ليقتدى به.
و المدرع و المدرعه و الدراعه: القميص و نحوه مما يلبس.
و الا تنبذها اى لا ترميا لخلاقته، و الهمزه للاستفهام على سبيل الانكار.
و قوله اعزب عنى اى ابعد من جانبى.
و السرى: سير الليل، و ذلك امر صعب، و المسافر اذا استعمل الجزم و اتخذ الليل جملا فاذا اصبح و قد سلم فانه يحمد سيره بالليل، و المومن اذا مات و دخل القيامه و راى السلامه لنفسه بسبب ما كان تكفله فى الدنيا حمد تعب الدنيا و راى عاقبه محموده.