قوله قد اعذر اليكم اى بالغ بالذى له عذر فيه من الحجه الواضحه العقليه.
و الجليه: الخبر اليقين، و كرر عليكم الحجه شرعا لئلا يكون للناس على الله حجه بعد الرسل.
و روى لتبتغوا هده اى لتطلبوا هذه المحاب التى احب الله ان يفعلوها.
و الحجه: الكلام المستقيم على الاطلاق.
و الحجاب: الحاجز.
و قوله الجنه حجبت بالمكماره و النار حفت بالشهوات فرق بينهما لان المحجوب لا يكون محفوفا، فكان المكاره حجبتها لشده ممارستها، و الشهوات اطيفت النار و جعلت على احفتها، اى على جوانبها.
ثم فسر ذلك فقال: ما من طاعه الله شى ء الا ياتى فى كره و هو المشقه، و بالفتح ما اكرهت عليه، و ما من معصيه الله شى ء الا ياتى فى شهوه، و هى ما اذا وجد فى قلب اوجب كون صاحبه ملتذا بادراك ما يتعلق ذلك به.
و فى كلتا القرينتين مجاز.
و نزع عن شهوته: رجع و انتهى عنها.
و قمع: اى قهر و اذل، يقال: قمعت الفيل اذا ضربته بمقمعه حديد.
و تنزع الى معصيه: اى تذهب اليها، يقال: نزع الى ابيه فى الشبه اى ذهب، و المنزع من النفس الى الشى ء: الاشتياق اليه و التسرع نحوه.
و نفس المومن ظنون عنده اى لا يعتمد على كل ما يتمنى، و يعلم ان نفسه كثيره الظنون قليله العلوم اكثر ما يخطر بباله ظن، فالظان اسم الفاعل و الظنون بناء المبالغه فيه كالشكور و الشاكر.
و يجوز ان يكون بمعنى المفعول، اى مظنونه عنده.
و الظنون: الرجل السى ء الخلق.
و لا يزال زاريا عليها اى عائبا، فانه اما ان يكون مقصرا او متعديا الا من عصمه الله.
و قوضوا مفعوله محذوف، اى قوضوا خيامهم طوعا و رغبته، مثل من يقوض خيمته من منزل اذا اراد الرحيل، يقال: قوضت البناء اى نقضته من غير هدم.
و الفاقه: الفقر.
و اللاواء: الشده.
و شفعت اليه فشفعنى: اى قبل شفاعتى.
و محل فلان بفلان فلانا: اذا قال عليه و لا يوقعه فى مكروه، و المحل: المكر و الكيد، و محل به: اذا سعى الى السلطان.
و الحرث: ما عمل من الزراعه، و قيل فى قوله تعالى من كان يريد حرث الاخره نزد له فى حرثه اى من يرد عمل الاخره يضاعف له عمله.
و قيل: اراد من كان يريد جزاء عمله للدنيا و احتراث المال كسبه.
و اغتشوا: اى اتخذوا اهواكم غاشه، و روى: استغشوا خلاف استنصحوا، و روى و استغشوها اى عدوها غشاوه و لا تتبعوها.