و قوله كلما نسخ الله الخلق فرقتين جعله فى خيرهما يعنى ان محمدا صلى الله عليه و آله كان فى ظهر ابراهيم، فلما ولد لابراهيم اسماعيل و اسحاق كان محمد (ص) فى ظهر افضلهما و هو اسماعيل ابوالعرب، (ثم كان فى قريش دون الاخرين من العرب) ثم كان فى هاشم افضل الاخوه، اى ان كان فى ظهر عبدالله خير اخوته.
و نسخت الريح آثار الدار: غيرتها، و نسخت الشمس الظل ازالته، يعنى كلما ازال الله قرنا و جعل قرنا آخر مكان الاولين جعل آباء محمد (ص) فى خيرهم، و منه نسخت الكتاب، و التناسخ فى الميراث: ان يموت ورثه بعد ورثه و اصل الميراث قائم لم يقسم.
و فرقتين نصب على الحال.
و الفرقه: طائفه من الناس.
و الفريق: اكثر منهم.
لم يسهم فيه عاهر: اى لم يفترع فيه زان، يقال اسهم بينهم اى افترع.
و العهر: الزنا.
و كذا معنى (و لا ضرب فيه فاجر) يقال: ضربت فيه فلانه بعرق ذى اشب اى ذى التباس.
و الفاجر: الفاسق، اى لم يترك عاهر فيه سهما و لا فاجر نصيبا، لانه لم يلده الا الطاهرون و الطاهرات من الفواحش و الذنوب.
و الدعائم: عمد البيت.
و العصم جمع عصمه، و هى ما يحفظ به الشى ء و يمنع.
و العون مصدر يوصف به، و اضافه القول اليه او الى الله مجاز لانه فى الحق يقه كلامهم.
و قوله يقول على الالسنه و يثبت به الافئده صفه عونا او حال عن الله، يقول: اذا عزمتم على فعل طاعه فان الله بحسن توفيقه يثبت قلوبكم على اتمام تلك الطاعه و على غيرها من الطاعات.
و فاعل يقول على الالسنه ضمير قوله عونا، و يجوز ان يكون ضمير قوله من الله، و المعنى ان الله او عونه يجرى على السنه الناس انكم مطيعون لله، و قيل يجرى على السنتكم الخير و يخطر ببالكم الثبات على ذلك و فى نصره الله و عونه الكفاء و الشفاء.
و قوله لا كفاء له بالكسر، اى لا نظير له، فى الاصل مصدر، و يقال: كافانه على ما كان منه مكافاه و كفاء اى جازيته، و اكتفيت: طلبت الكفايه، و اكتفيت به: اى استغنيت به.
و المشتفى: طلب اشفاء لنفسه.
و يحظ الرضى ان عباد الله المتسحفظين فيكون كقوله و عباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا و يكون محل قوله يصونون مصونه نصبا على الحال و كذا ما بعده، او يكون على الاستيناف، اى و هم يصونون، او خبرا بعد خبر.
و صنت الشى ء فهو مصون.
و لا يقال: مصان.
وثوب مصون على النقص، و مصوون على التمام.
و اذا روى المتسحفظين على انه صفه عباد الله و يصونون مصونه خبر ان فهو افصح.
و المستحفظ هيهنا الامام المعصوم الذى استحفظ الله علوم شرائعه على لسانه يعمل به و يعلم من يعلمه و يعمل به، فاذا كان كذلك فقد صان و حفظ ما يجب حفظه و فجر ما وجب انفجاره.
و فجرت الماء افجره: اى اخرجته، و فجرته شدته للكثره.
و الولايه: النصره و الموده، قال سيبويه بالفتح المصدر و بالكسر الاسم.
و الريه فعله من روى بالماء، و الريه فعله منه كالجلسه و الجلسه.
و لا تشوبهم: اى لا تخلطهم.
و الريبه: التهمه.
و لا يسرع فيهم الغيبه: اى لا يقع فى كلامهم غيبه احد على غفله ايضا.
ثم قال على ذلك عقد خلقهم و اخلاقهم: اى على جميع ما ذكره من خصال الخير سد الله قلوبهم و اعانهم.
و يتنقى: اى يختار، و روى: ينتقى، و معناهما واحد.
و هذبه التمحيص، فالتهذيب كالتنقيه، و رجل م هذب، مطهر الاخلاق.
و محصت الذهب بالنار: اذا خلصته بها مما يشوبه.
و التمحيص: الابتلاء و الاختبار.
و قوله فليقبل امرو كرامه بقبولها اى بما يجب عليه من حسن القبول، كقوله تعالى فتقبلها ربها بقبول حسن.
و القارعه: الداهيه و البليه التى يقرع من تنزل به.
و قوله فليصنع لمتحوله اى ليعمل للاخره لانها داره يتحول اليها.
و قوله و معارف منتقله اى مواضع انتقاله التى يعرفها و يعرف انه ينتقل اليها، كما يقال فلان من معارفى اى ممن اعرفه، و قيل اى للمعرفه بعد المعرفه بالانتقال.
و القلب السليم: الذى لا خيانه فيه بل يكون سالما من كل آفه.
و روى ما يرديه اى يهلكه.
و اصاب سبيل السلامه ببصر من بصره: اى طريقه الشريعه، فانها هى التى لابد لها من هاد.
و بادر الهدى قبل ان يغلق ابوابه: اى سابق فعل الواجبات العقليه و الشرعيه قبل الموت.
و اماط الحوبه: اى ابعد الاثم.