و يقال اعور لك الصيد اى امكنك، و اعورتم: اى بدا عورتكم.
و العوره: كل ما يستحيى منه و كل ما يتخوف منه من ثغر و حرب، يقال: اعور الفارس اذا بدا فيه موضع خلل (للضرب، و الاعوار: الريبه عن ابى عبيد.
و الغفله مثل السهو) و كلاهما يستعمل فيما لا يعلمه المرء اذا جرت العاده بان يعلمه فى اكثر الاوقات مع سلامه الاحوال، و اذا علمه كان العلم به ضروريا و الاغفال: الترك.
و قوله و كيف غفلتكم عما ليس يغفلكم كيف تسهون عن الموت الذى لا يترككم و كيف طمعكم فيمن ليس يمهلكم، اى فى ملك الموت عليه السلام و هو مامور بان لا ينظركم.
و امهله: اى انظره و ارخى اله مهله.
و اوحشت الارض: وجدتها وحشه، و الوحشه: الهم و الخلوه، و قيل: اوحشت المنزل فاوحش اى صيرته وحشا فصار كذلك يتعدى و لا يتعدى، قال: لعزه موحشا طلل قديم (عفاها كل اسحم مستديم) اى ذهب عنه الناس.
و قوله اوحشوا ما كانوا يوطنون اى جعلوا الاخره التى هى وطنهم وحشه بان لم يعمروها و استوطنوا الدنيا التى يتركونها عن قليل، و وحشه اى خاليه.
و اوطنت البلد: اى اتخذته مقاما.
و قوله اشتغلوا بما فارقوا اى انهم اشتغلوا بالدنيا التى فارقوها و اضاعوا الاخره التى انتقلوا اليها.
و قوله ما اسرع الساعات فى اليوم اى فى افناء اليوم، و كذا الكلام فى تقدير اخواتها- الى آخر الفصل.
و الروايه بالجمع اظهر.
و قوله و اشتغلوا بما فارقوا و اضاعوا ما اليه انتقلوا اى كانوا مشتغلين فى الدنيا بعماره ما فارقوه، و ضيعوا الاخره و تركوها خرابا يبابا و مرجعهم اليها، فاذا ماتوا و خرجوا من دار التكليف لا يمكنهم الانتقال من جزاء قبيح و من توبه منه، و لا يقدرون على ان يزيدوا فعلا حسنا لانفسهم، فليس بعد الموت مستعتب.
انسوا بالدنيا: اى فرحوا بها و استانسوا بنعيمها فصاروا مغرورين.