فشا يفشو: اى زاغ و اتسع.
و قوله الفاشى حمده انما وصف الله تعالى بانه ظاهر حمده عام شكره، لان جميع ما خلقه الله نعمه على المكلفين، و اذا عمت النعم عم شكرها.
و قيل: اوما بذلك الى انه تعالى الهم العباد حمده حتى فشا، و هذا ايضا نعمته.
و الغالب جنده يغلبون الكفار بالحجه تاره و بالفعل اخرى، و الغلبه تكون لهم فى العاقبه.
و لان الغلبه هو الظفر و النصره للمومنين الذين هم جند الله، و ان وقع فى وقت شوب من البلاء و المحنه، فالحكم للغالب.
و المتعالى جده وصف الله بانه قد تعالى جلاله و عظمته عن اتخاذ الصاحبه و الولد و عن جميع مالا يليق به، و فى القرآن و انه تعالى جد ربنا اى ملكه و سلطانه و غناه، استعاره من الجد الذى هو البخت و الدوله لان هذا للمملوك.
و المعنى وصفه بالتعالى عن صفات النقص لعظمته و ملكوته.
و نعمه التوام اى الكبيره، يقال للصبيين اذا وضعا فى بطن توامان و توام مثله، و يقال: لكثير قال الشاعر: قالت لنا و دمعها توام كالدر اذ اسلمه النظام على الذين ارتحلوا السلام و الالا: النعماء، و العظام: الكثيره الاجزاء.
الذى عظم حلمه: اى موضع حلمه.
فعفا و عدل فى كل ما قضى: اى سهل على المكلفين و ازاد الحكمه و العدل فى كل ما امرهم به.
و قضى هيهنا بمعنى امر، قال تعالى و قضى ربك الا تعبدوا الا اياه اى امره.
و العفو: هو ان كلف دون الطاقه، و عفا عن التكليف الشاق و عدل، اراد و فعل فعلا بالغير اذا كلفه، و العدل هذا معناه فى اللغه.
و قيل: انه وصف الله بانه عظيم حلمه عن المذنبين و قد عفا عنهم فى كثير و ان عاقب بعضا منهم فقد عدل فى كل ما قضى و حكم، فان افعاله تعالى كلها حسنه.
و هذا حقيقه العدل.
و هو عالم بجميع ما ياتى و يمضى، و عالم بما كان و مضى.
و المبتدع: المخترع لا على مثال.
و الخلائق جمع الخليقه، و هى الخلق، اى المخلوقون.
و قوله مبتدع الخلائق بعلمه اى هو خالق الخلق بعلمه لا باستعانه من غيره.
و قيل بعلمه اى عالما بهم، فيكون محل بعمله من الاعراب نصبا على الحال، كقولهم ركب بسلاحه اى متسلحا، و رفع يديه بالتكبير اى مكبرا.
و منشئهم: اى خالقهم، يقال: انشاه الله اى خلقه و ابتدا بفعل ذلك.
و بحكمه: اى بحكمته، لقوله و ان من الشعر لحكما اى حكمه.
و حذوت النعل بالنعل اذا قدرت كل واحده على صاحبتها.
و احتذى به: اقتدى، يعنى خلق الخلق بحكمه بلا اقتداء و لا اصابه خطا و لا بحضور جماعه و ملا، و هذا كقوله تعالى ما اشهدتهم خلق السماوات و ال ارض و لا خلق انفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدا و قال تعالى ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت.
و قوله يضربون فى غمره اى يسرعون فى جهل و ضلاله و غفلته.
و الحين: الهلاك، و ازمه الحين استعاره.
و استغلق عليه الكلام، اى ارتج.