و النفخ: اجراء الريح فى الشى ء باعتماد، فلما اجرى الله الروح فى آدم على هذه الصفه كان قد نفخ فيه الروح، و انما اضاف روح آدم الى نفسه تكرمه و تشريفا، و هى اضافه الملك.
فقعوا له ساجدين اى اسجدوا له، الظاهر يقتضى ان الامر بالسجود له كان لجميع الملائكه حتى جبرئيل و ميكائيل، لقوله تعالى: فسجد الملائكه كلهم اجمعون، و فى هذا تاكيد لعموم سجودهم له كان على وجه التعظيم لشانه و تقديمه عليهم.
و قول من قال: انه جعله قبله لهم، ليس بشى ء، لانه لو كان على هذا لما امتنع ابليس من ذلك و لما استعظمنه الملائكه، فعلمنا ان الامر بالسجود لم يكن الا للاكرام و التبجيل.
و اختلف فى ابليس هل كان من الملائكه ام لا؟ فقيل: كان منهم و كان له سلطان سماء الدنيا و الارض.
و قال الشيخ المفيد رحمه الله كان من الجن و لم يكن من الملائكه، و جائت الاثار و الاخبار بذلك متواتره عن ائمه الهدى عليهم السلام، و هو مذهب الاماميه و احتجوا على صحته بقوله تعالى الا ابليس كان من الجن.
و من اطلق لفظ الجن لم يجز ان يعنى به الا الجنس المعروف.
و بقوله لا يعصون الله ما امرهم فنفى المعصيه عنهم نفيا عاما، و مثله فى عرف الشرع يحمل على العموم الا بقرينه و لا قرينه.
و يحتج بان ابليس له نسل و ذريه، قال الله تعالى اتتخذونه و ذريته اولياء من دونى و الملائكه روحانيون خلقوا من النور.
و له دليل رابع، و هو قوله تعالى جاعل الملائكه رسلا و لا يجوز على رسل الله الكفر و الفسق.
قالوا: الاستثناء منقطع، كقوله تعالى ما لهم به من علم الا اتباع الظن.
و روى ابن بابويه باسناده عن جميل ابن دراج، قال: سالت اباعبدالله عليه السلام عن ابليس كان من الملائكه او كان يلى شيئا من امر السمائ؟ فقال: لم يكن من الملائمه و لم يل شيئا من امر السماء، و كان من الجن و كان مع الملائكه و كانت الملائكه ترى انه منها و كان الله يعلم انه ليس منها، فلما امر بالسجود لادم كان منه الذى كان.
فان قيل: حكم الله تعالى بكفره مع ان من ترك السجود الان لم يكفر؟.
قلنا: لانه جمع الى ترك السجود خصالا من الكفر: منها انه اعتقد انه تعالى امره بالقبيح و لم ير امره بالسجود لادم حكمه، و من تركه الان كذلك.
و منها انه امتنع من السجود تكبرا ورد على الله امره، و من تركه الان كذلك كان كافرا ايضا بكفره.
و منها انه استخف بنبى الله، و هذا لا يصدر الا عن معتقد الكفر.
و يقال اعترض الشى ء صار عارضا، كالخشبه المعترضه فى النهر، يقال: اعترض الشى ء دون الشى ء اى حال دونه.
و حميت عن كذا حميه بالتشديد: اذا انفت منه و ذا خلل عار و انفه ان يفعله، قال تعالى اذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحميه حيمه الجاهليه اى حميت قلوبهم بالغضب على عاده آبائهم فى الجاهليه ان لا يذعنوا لا حد و لا ينقادوا له.
و التعصب من العصبيه، و هى شده العداوه على من خالفه، و لا يكون مع الذين عصبوا به و احاطوا به، و الكبر و العظمه هى الجبريه.
و ادرع: اى لبس كلما كان و تدرع الدرع فافتعل به شياع.
الا ترون اى لا تعلمون.
و المدحور: المطرود، و الحر: الطرد و الابعاد.
و السيعر: النار الموقده.
و يخطف: اى يسلب.
و يبهر: اى يغلب.
و رواوه: منظره.
و العرف: الرائحه الطيبه.
و الانفاس جمع نفس.
لظلت له الاعناق خاضعه: اى صارت.
و لكن الله سبحانه يبتلى خلقه ببعض ما يجهلون اصله: اى انما كلف الله الخلق.
و شدد عليهم التكليف: اى فى اشياء.
و عفا عن اشياء: لعلمه بان بعض افعالنا مصلحه لنا و بعضها مفسده لنا، و لا يتميز من هذا لنا الا بان يامر الله بهذا و ينتهى عن ذاك.