شرح نهج البلاغه

قطب الدین راوندی

نسخه متنی -صفحه : 421/ 290
نمايش فراداده

و منا فاطمه التى هى بضعه من رسول الله صلى الله عليه و آله لا تخفى فضائلها و منكم حماله الحطب و هى عمه معاويه ام جميل بنت حرب، و كانت تحمل حزمه من الشوك فتنثرها بالليل فى طريق رسول الله (ص).

و قيل كانت تمشى بالنمائم.

و قيل: اى حماله الخطايا.

و نحن فى الاسلام على ما يعرفنا الناس و فى الجاهليه ما كان فينا سفاح و لا تعد و لا تقصير، حتى كان جعفر اخى لما اسلم قال له النبى (ص): ان الله شكر لك ثلاث خصال فى الجاهليه ما هى؟ فقال: يا رسول الله ما زنيت قط لانى قلت فى نفسى ان مالا يرضاه الانسان لنفسه لا ينبغى ان يرضى لغيره تكرما، و لا كذبت كذبه قط تاثما، و لا شربت الخمر قط تذمما لانه تذهب العقول.

و روى و جاهليتكم لا تدفع اى فى السوء، كما كان فى الروايه الاخرى و جاهليتنا لا تدفع فى الحسن.

و من شجون الحديث: ان عقيلا دخل على معاويه يوما فقال معاويه غضا لمنزلته عند الناس فقال (اهل الشام): هذا عقيل عمه ابولهب (و اراد غضا لمنزلته عند الناس).

و قال عقيل: و هذا معاويه عمته حماله الحطب.

ثم قال: و القرآن يجمع لنا ما شذ و تفرق عنا بطريقتين بالقرابه مع رسول الله صلى الله عليه و آله و تلا آيتين.

و بالطاعه فى قوله اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم يقول عليه السلام: ان كانت القربه بالقرابه فنحن اولى، و ان كانت بالطاعه لله و لرسوله فنحن اطوع.

ثم اوما الى احتجاج المهاجرين على الانصار فى سقيفه بنى ساعده، بان قالوا: ان المهاجرين شجره رسول الله، لما قا ل الانصار: منا امير و منكم امير ففلج المهاجرن و ظفروا عليهم، فقال عليه السلام: ان كان الفلج و الظفر بذلك فان حق الامامه لنا لانا ثمره الشجره.

و الصحيح ان الضمير فى به للرسول، و يكون المعنى ان الفضل بقربه النبى (ص) و انت يا معاويه بعيد عن ذلك.

و قيل: الضمير للمهاجر، اى ان كان الفلج و الظفر بالمهاجره فنحن المهاجرون لا انتم، و ان يكن بغيرها فالانصار على دعواهم فى قولهم منا امير و منكم امير.

و الشكاه فى الاصل مصدر شكوت فلانا: اذا اخبرت عنه بسوء فعله بك.

و يقال: هذا امر ظاهر عنك عاره، اى زائل، قال ابوذويب: و عيرها الواشون انى احبها و تلك شكاه ظاهر عنك عارها و منه قولهم ظهر فلان بحاجتى اذا استخف بها.

و الجمل المخشوش: الذى جعل فى انفه خشاش، و هو خشب يدخل فى عظم انف البغير، و انقياده فى هذه الحاله فى غايه يضرب به المثل.

و فضح زيد عمرا: اى كشف معايبه او اراد ذلك، و افتضح: اى انكشفت مساويه، و يقال: ليس عليك فى هذا الامر غضاضه اى ذله و منقصه.

و غض منه يغض: اذا وضع و نقص من قدره.

و المرتاب اسم الفاعل من ارتاب، اى شك.

و سنح: اعترض.

فاينا كان له اعدى: اى اشد عدوانا.

و استكفه: طلب كفه و دفعه.

و تراخى عنه: اى ابطا.

و قوله: قد يعلم الله المعوقين: اى المثبطين عن رسول الله (ص)، و هم المنافقون كانوا يقولون لاخوانهم: ما محمد و اصحابه الا اكله راس، و لو كان لحما لا لتقمهم ابوسفيان و اصحابه، فخلوهم.

و هلموا الينا: اى قربوا انفسكم الينا، و هى لغه، و اهل الحجاز يقولون هلم يسوون فيه بين الواحد و الجمع.

و لا ياتون الباس: اى لا يحضرون القتال فى سبيل الله الا قليلا، يخرجون رياء و سمعه قدر ما يوهمون انهم معكم.

و انقم عليه: اى انكر على عثمان احداثا امورا احدثها على غير ما كان يجرى عليه الرجلان قبله.

و فى معارف ابن قتيبه: كان رسول الله (ص) تصدق بمهزور موضع سوق المدينه على المسلمين، فاقطعها عثمان الحارث بن الحكم اخا مروان، و اقطع فدك مروان، و افتح افريقيه فاخذ الخمس فوهبه كله لمروان، و قد ذكر ذلك عبدالرحمن بن حسان فى شعره فقال: و اعطيت مروان خمس العباد فهيهات شاوك ممن سعى و الظنه: التهمه.

و المتنصح: المبالغ فى النصيحه.

و الاستعبار: البكاء.

و قوله (لقد اضحكت) مفعوله محذوف، اى اضحكت كل من يسمع هذا منك تعجبا بعد بكائه على الدين لسوء تصرفك فيه يا معاويه.

و متى الفيت: اى وجدت ناكلين، اى متاخرين جبناء، و كان مالك بن زهير يوعد حمل بن بدر فقال حمل: لبث قليلا يلحق الهيجا حمل (ثم) فجرى مثلا ثم اتى و قتل مالكا، فظفر اخوه قيس بن زهير العبسى به و باخيه حذيفه فقتلهما و قال: شفيت النفس من حمل بن بدر البيتان فى الحماسه.

و المرقل: الذى يكثر الارقال، و المرقال لقب هاشم بن عتبه الزهرى، لان عليا عليه السلام دفع اليه الرايه يوم صفين و كان يرقل لها ارقالا.

و الجحفل: الجيش العظيم.

و ساطع: مرتفع.

و قتامهم: غبارهم.

و متسربلين: اى لابسين سرابيل الموت، اى ثيابه.

و ذريه بدريه: اى اولاد الذين كانوا مع رسول الله يوم بدر حاربوا قريشا و النصال: السيوف.

و قد ذكرنا ان اخاه المقتول ببدر هو حنظله بن ابى سفيان، و خاله الوليد اب ن عتبه، وجده عتبه، لان هندا (امه) بنت عتبه بن ربيعه، و هند ام معاويه.