ثم ذكر فى الخطبه الاخيره ما جرى بعد رسول الله صلى الله عليه و آله من الاختلاف، و قال: الا و ان الشيطان استفتح بهولاء، تنبيها للمخاطبين ان الملعون قد جمع حزبه و جلب فرسانه و رجالته من كل موضع (على و) على خلافى، و جلب و استجلب بمعنى، و ان لبس ابليس عليهم اولبسوا على انفسهم فلست كذلك.
ثم اقسم بالله لاتركن حوضا لهم انا المستقى لهم، فانهم يبقون حيارى لايخرجون من ذلك الحوض و لايرجعون اليه.
و كان هذا الكلام منه عليه السلام اشاره الى الخلاف، فيكون الكلام و اردا مورد شكايتهم، و انه يذكر لهم جميع مشكلاتهم.
و يقال (افرطت المزاده) اذا ملاتها.
و المعنى: ان معاويه جمع الشاميين، و و الله لاملان حوضا من الشر و الحرب لهولاء يتحسون منه لايرجعون الى مثله و لايخرجون منه.
و انا ماتح ذلك الحوض، و هذا الستعاره كقول الشاعر: مخضت بدلوه حتى تحسا ذنوب الشر ملاى او قرابا و يقال: فرطنه اى تركته و تقدمته، و فرط اى سبق.
و (ايم الله) اصله ايمن الله، و رفعه على الابتداء و خبره محذوف، و حذف النون تخفيفا، اى و ايم الله قسمى.
و ايمن جمع يمين، و همزته كالاصليه، الا انه كثر استعمالهم (ايمن الله)، فتصوروه همزه الوصل.
و روى (لافرط ن) اى لاسبقن، لقوله عليه السلام (لاتركن)، فكانه عليه السلام السبب لما يعود عليهم.
و روايه (لافرطن) اى لاملان يرجع ايضا معناه الى هذا.