شرح نهج البلاغه

قطب الدین راوندی

نسخه متنی -صفحه : 421/ 43
نمايش فراداده

خطبه 010-حزب شيطان

ثم ذكر فى الخطبه الاخيره ما جرى بعد رسول الله صلى الله عليه و آله من الاختلاف، و قال: الا و ان الشيطان استفتح بهولاء، تنبيها للمخاطبين ان الملعون قد جمع حزبه و جلب فرسانه و رجالته من كل موضع (على و) على خلافى، و جلب و استجلب بمعنى، و ان لبس ابليس عليهم اولبسوا على انفسهم فلست كذلك.

ثم اقسم بالله لاتركن حوضا لهم انا المستقى لهم، فانهم يبقون حيارى لايخرجون من ذلك الحوض و لايرجعون اليه.

و كان هذا الكلام منه عليه السلام اشاره الى الخلاف، فيكون الكلام و اردا مورد شكايتهم، و انه يذكر لهم جميع مشكلاتهم.

و يقال (افرطت المزاده) اذا ملاتها.

و المعنى: ان معاويه جمع الشاميين، و و الله لاملان حوضا من الشر و الحرب لهولاء يتحسون منه لايرجعون الى مثله و لايخرجون منه.

و انا ماتح ذلك الحوض، و هذا الستعاره كقول الشاعر: مخضت بدلوه حتى تحسا ذنوب الشر ملاى او قرابا و يقال: فرطنه اى تركته و تقدمته، و فرط اى سبق.

و (ايم الله) اصله ايمن الله، و رفعه على الابتداء و خبره محذوف، و حذف النون تخفيفا، اى و ايم الله قسمى.

و ايمن جمع يمين، و همزته كالاصليه، الا انه كثر استعمالهم (ايمن الله)، فتصوروه همزه الوصل.

و روى (لافرط ن) اى لاسبقن، لقوله عليه السلام (لاتركن)، فكانه عليه السلام السبب لما يعود عليهم.

و روايه (لافرطن) اى لاملان يرجع ايضا معناه الى هذا.