ثم ذكر فى الخطبه ثلاثه اشياء خاطب العرب و ذكرهم: رحمه الله عليهم بسبب بعثه محمد صلى الله عليه و آله و سلم، و كان كل واحد منهم يعالج البعير و الناقه و يقاسى الفقر و الفاقه يقتل بعضهم بعضا، فاصلح الله بمحمد (صلى الله عليه و آله و سلم) شانهم.
ثم ذكر حال نفسه بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و قد سلب حقه و لزم بيته و ما حرك يدا اذ لم يجد معينا الا اقرباه، فضن و بخل بهم عن القتل، فصبر و ذكر احتراسا من احوال معاويه و اصحابه، فقال: و لم يبايع عمرو بن العاص معاويه الا بشرط ان يعطيه معاويه ثمنا لبيعته.
ثم دعا عليهما بان المبايع الذى هو عمرو لاظفرت يداه، و ان الذى اخذ البيعه و يزيد بن معاويه هو المبتاع خزيت امانته.
ثم دعا اصحابه الى عده الحرب التى شبها معاويه.
و قوله (و انتم منيخون بين حجاره خشن و حيات صم) اى انتم مقيمون بينها و منيخون جمالاتكم وسطها.
والخشونه: ضد اللين، و قد الخشن الشى ء بالضم فهو خشن، و الا خشن مثل الخشن، و الجمع خشن كاحمر و حمر و اسود و سود.
و فى الحديث (اخيشن فى ذات الله) و (معشر خشن).
و يجوز تحريكه فى الشعر، و قرى ء فى الشواذ (ثياب سندس خضر).
و الحيه تكون للذكر و الانثى، و انما دخلته الهاء لانه واحد من جنس، مثل بطه و دجاجه.
و يقال فلان حيه ذكر- و الجمع حيات- يعنون به عدوا شديد الخصومه، و لذلك يصفونه بالاصم و الحياه الصم.
و تكنى عن الداهيه بالحيه، و يقال الداهيه الصماء و الجمع صم.
و حجر اصم شديد (صلب) مصمت، و كانه مقتبس من قوله تعالى (اطعمهم من جوع و آمنهم من خوف) و اشاره الى ايلاف الله تعالى قريشا.
و قيل: اى انما ما كنتم قبل ان يبعث الله محمدا صلى الله عليه و آله و سلم تنزلون فى سهل الارض، و انما كانت الحجاره الخشن التى هى الجبال ملاذكم و مسكنكم و كنتم بين اعداء الد.
و الطعام الجشب: هو الغليظ الخشن، و قيل هو الذى لا ادم معه.
و الاثام بكم معصوبه: اى مشدوده.
و الشجا: ما ينشب فى الحلق من عظم و غيره.
و الكظم: مجرى النفس.
و العلقم: ثمر الحنظل.
و قوله (خزيت امانه المبتاع) اى ذلت و هانت، و ابتاع الملك ممن باعه اى اخذ بيعته.
و الاهبه: العده، و الاهاب: القشر.