شرح نهج البلاغه

قطب الدین راوندی

نسخه متنی -صفحه : 421/ 58
نمايش فراداده

خطبه 028-اندرز و هشدار

و الخطبه الاخرى وعظ بليغ لا اشكال فى معناها.

و اما قوله (الاوان اليوم المضمار) فالا حسن ان يجعل اليوم اسما صريحا، و يكون اسم (ان)، و ترفع المضمار على انه خبران.

و على هذا اعراب (و غدا السباق)، و كذا نصب سباق احسن.

و المضمار سمى بذلك لانه تضمر فيه الخيل، فتضمير الفرس ان تعلفه حتى يسمن ثم ترده الى القوت، و ذلك فى اربعين يوما، و هذه المده تسمى المضمار.

و الموضع الذى يضمر فيه الخيل ايضا مضمار.

و الضمر: الهزال و خفه اللحم، و لم يضرره فك الادغام لانه افصح، و هو لغه الحجاز.

و قوله (الا فاعملوا فى الرغبه كما تعملون فى الرهبه)، اى اعملوا فى حال الدعه مثل ما تعملونه فى الخوف و الخشيه.

و معنى قوله (و انى لم ار كالجنه نام طالبها و لا كالنار نام هاربها) ان من حق من يهرب من النار و يطلب الجنه ان لاينام، و حقه ان يقال: تقديره (الهارب منها) الا انه حذف، كقوله تعالى (و اختار موسى قومه سبعين رجلا).

و الضمير فى هاربها لايرجع الى النار، اذا لاتعلق بينه و بينها، فيجب ان يقدر محذوف يكون موصوفا لكاف التشبيه، فانها بمعنى المثل، كانه قال: ما رايت نقمه مثل النار نام الهارب منها و لا نعمه مثل الجنه نام طالبها.

و قوله (يجر به الضلال) من قوله جار عن الطريق: اى عدل عنها.

والظعن: السفر.

و روى (ما تحوزون به انفسكم).