و اما كلامه (عليه السلام) فى قتل عثمان فانه نفى به عن نفسه انه كان ناصرا له او خاذلا اياه.
و يتضح معنى هذا الكلام بالتمثيل، و تصوير ذلك: انه كان له انصار و خذال فاذا حققت الصوره يتبين المعنى، فالناصر له مروان بن الحكم و الخاذل عبدالله ابن مسعود مثلا.
فمروان لايستطيع ان يقول: خذله من انا خير منه، لان مروان لم يكن خيرا من عبدالله و لا مثله.
و لا عبدالله يستطيع ان يقول: نصره من هو خير منى، لان مروان ليس خيرا من عبدالله.
فقد صح انه ورد مورد التبرى من ذمه و نفى انه كان له او عليه.
و نقد بعض النقاد قوله (غير ان من نصره) الى آخره، فقال: كلمه قرشيه يعنى انه عمى عليهم، و المعنى من خذله و من نصره ليس خيريتهما لخذلانهما اياه و لا لنصر تهماله.
والسامعون حسبوا انه يتبرا من كونه ناصرا له او اخاذلا.
و قيل: ان كلامه هذا يدل على خذلان منه له، و آخر كلامه الذى هو قوله (استاثر فاساء الاثره و جزعتم فاساتم الجزع) يدل على هذا.
و المعنى اختار لنفسه امرا و اساء ذلك الاختيار، حيث استبد بما لم يكن له، و انتم جزعتم على قتله و اساتم الجزع عليه، فان هذا كان ينبغى منكم له قبل قتله.
و (الاثره) بالتحريك اسم لما يستاثر.
و التيس الاعقص: الذى التوى قرناه على اذنيه من حلقه، و قد عقص بالكسر اى اعوج.