(بيانه): اما الخطبه الاولى فانه عليه السلام ذكر عظمه الله و انه الاول، و هو القديم الذى كان قبل كل شى ء و الاخر الذى يبقى بعد هلاك كل شى ء، و الظاهر بالادله الداله عليه، و الباطن لكونه غير مدرك باحواس.
قد اجتمعت له الاوليه و الاخريه و الظهور و الخفاء، لاينفصل الاوليان و الاخريان، فلذا قال: لم تسبق له حال حالا.
و الحال و السبق كلاهما مجاز هنا.
و يمكن ان يقال: معناه انه تعالى قديم لم يسبق وجوده عدم، اذلوصار موجودا بعد ان كان معدودا لكان لوجوده اول ولعدمه آخر، و كل ماله اول فى الوجود لابد له من محدث.
و قوله (فيكون) نصب جواب النفى، اى هو سابق لجميع الموجودات بما لايتناهى من تقدير الاوقات، لانه قديم و ما عداه محدث.
و قيل: (الظاهر) العالى على كل شى ء و الغالب له، و الباطن الذى بطن كل شى ء، اى علم باطنه.
يقول: هو تعالى المستمر الوجود فى جميع الاوقات الماضيه و الاتيه، و هو فى جميعها ظاهر باطن.
ثم قال: مسمى بالوحده غير قليل، المراد بالقله هنا النفى كقوله: قليل غرام النوم، يقول: كل من يسمى بانه واحد لانظيرله معدوم منتف غيرالله فهو تعالى يوصف بالوحدانيه و نفى الشركاء حقيقه.
ثم ميزبينه و بين عباده بتسعه ا شياء بين بها توحيده.
ثم قال: (لم يخلق ما خلق) اى هو غنى لم يخلقهم للحاجه اليهم بل للانعام عليهم.
ثم ذكر انه ليس بصفه الاجسام و الاعراض بقوله (لم يحلل فى الاشياء)، و فك الادغام لغه الحجاز.
الداحر: الدليل.