إحیاء علوم الدین

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

جلد 14 -صفحه : 210/ 166
نمايش فراداده

و ثانيها: أن ينتظر الصلاة بعد الصلاة،فيكون في جملة انتظاره في الصلاة، و هومعنى قوله تعالى (وَ رابِطُوا) و ثالثها:الترهب بكف السمع و البصر و الأعضاء عنالحركات و الترددات، فإن الاعتكاف كف، وهو في معنى الصوم، و هو نوع ترهب. و لذلكقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏[1]«رهبانية أمتي القعود في المساجد» ورابعها: عكوف الهم على الله و لزوم السرللفكر في الآخرة، و دفع الشواغل الصارفةعنه بالاعتزال إلى المسجد و خامسها:التجرد لذكر الله أو لاستماع ذكره، وللتذكر به، كما روي في الخبر[2] «من غدا إلىالمسجد ليذكر الله تعالى أو يذكر به كانكالمجاهد في سبيل الله تعالى» و سادسها: أنيقصد إفادة العلم بأمر بمعروف و نهي عنمنكر، إذ المسجد لا يخلو عمن يسي‏ء فيصلاته، أو يتعاطى ما لا يحل له، فيأمرهبالمعروف، و يرشده إلى الدين، فيكون شريكامعه في خيره الذي يعلم منه، فتتضاعفخيراته و سابعها: أن يستفيد أخا في الله،فإن ذلك غنيمة و ذخيرة المدار الآخرة، والمسجد معشش أهل الدين المحبين لله و فيالله و ثامنها: أن يترك الذنوب حياء منالله تعالى، و حياء من أن يتعاطى في بيتالله ما يقتضي هتك الحرمة. و قد قال الحسنبن علي رضي الله عنهما: من أدمن الاختلافإلى المسجد رزقه الله إحدى سبع خصال: أخامستفادا في الله. أو رحمة مستنزلة. أو علمامستظرفا أو كلمة تدل على هدى أو تصرفه عنردي‏ء. أو يترك الذنوب خشية أو حياء.

[1] حديث رهبانية أمتي القعود في المساجد:لم أجد له أصلا

[2] حديث من غذا إلى المسجد يذكر الله أوبذكر به كان كالمجاهد في سبيل الله تعالى:هو معروف من قول كعب الاحبار رويناه في جزءبن طوق و للطبراني في الكبير من حديث أبيأمامة من غدا إلى المسجد لا يريد الا أنيتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حج تاماحجه و اسناده جيد و في الصحيحين من حديثأبي هريرة من غدا إلى المسجد أو راح أعدالله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح‏