التي جعلها الشارع علّةً لمسبّبات خاصّةمثل الجنابة و الحيض و مسّ الميّت التي كلّمنها علّة لوجوب الغسل عند حصولها، و إمّاالأوامر و النواهي التي هي علّة للوجوب والحرمة، و لمّا كان كلّ منهما مربوطاًبتحقيق الإرادة و الكراهة القائمتين بنفسالآمر و الناهي في غير مبدأ المبادئ- جلّتعظمته فإنّ الأوامر و النواهي معلولات أوظهورات للإرادة و الكراهة، و الأسبابالشرعية أسباب للأوامر و النواهي فلا بدّمن صرف الكلام إلى متعلّق الإرادة والكراهة و كيفية تعلّقهما به حتّى يتضح ماهو الحقّ الصراح.
فنقول: إنّ الإرادة و الكراهة و غيرهما منذوات الإضافات لا تتشخّص بنفس ذاتها، بليكون تشخّصها بمتعلّقاتها، فحينئذٍ تصيرفي الوحدة و الكثرة تابعة للمتعلّقات، فلايمكن أن يتعلّق حبّ أو بغض أو إرادة أوكراهة بشيء واحد مرّتين سواء كان صِرفالوجود، أو حقيقة الوجود، أو ما شئت فسمّهفيكون محبوباً أو مبغوضاً أو مكروهاًمرّتين، فإذا قيل: «إن بلتَ فتوضّأ» و «إننمتَ فتوضّأ» فلا يمكن أن تكون حقيقةالوضوء مورداً لإرادتين إلّا أن يكونالوضوء الثاني متقيّداً بقيد قبل تعلّقالإرادة به، فيصير متشخّصاً آخر تتعلّق بهإرادة اخرى.
و لا يمكن أن تكون نفس الإرادة مشخّصاًللمراد إلّا الإرادة التكوينية التيللمبادئ العالية و ذلك لأنّ الإرادة فيغيرها حالة إجماعية أو همّة نفسانية حاصلةعقيب الشوق التامّ الحاصل للنفس عقيبتصوّر الموضوع و التصديق بفائدته، و ما لمتتصوّر النفس الموضوع بحدوده و لم يصر فيالشعبة القضائية للنفس موردَ القبول والتصديق، لم يتعلّق الشوق به، و ما لميتعلّق الشوق التامّ به