رسائل

السید روح اللَّه الموسوی الخمینی‏

جلد 1 -صفحه : 291/ 190
نمايش فراداده

التي جعلها الشارع علّةً لمسبّبات خاصّةمثل الجنابة و الحيض و مسّ الميّت التي كلّمنها علّة لوجوب الغسل عند حصولها، و إمّاالأوامر و النواهي التي هي علّة للوجوب والحرمة، و لمّا كان كلّ منهما مربوطاًبتحقيق الإرادة و الكراهة القائمتين بنفسالآمر و الناهي في غير مبدأ المبادئ- جلّتعظمته فإنّ الأوامر و النواهي معلولات أوظهورات للإرادة و الكراهة، و الأسبابالشرعية أسباب للأوامر و النواهي فلا بدّمن صرف الكلام إلى‏ متعلّق الإرادة والكراهة و كيفية تعلّقهما به حتّى يتضح ماهو الحقّ الصراح.

بيان متعلّق الإرادة و الكراهة و كيفيّةتعلّقهما به‏

فنقول: إنّ الإرادة و الكراهة و غيرهما منذوات الإضافات لا تتشخّص بنفس ذاتها، بليكون تشخّصها بمتعلّقاتها، فحينئذٍ تصيرفي الوحدة و الكثرة تابعة للمتعلّقات، فلايمكن أن يتعلّق حبّ أو بغض أو إرادة أوكراهة بشي‏ء واحد مرّتين سواء كان صِرفالوجود، أو حقيقة الوجود، أو ما شئت فسمّهفيكون محبوباً أو مبغوضاً أو مكروهاًمرّتين، فإذا قيل: «إن بلتَ فتوضّأ» و «إننمتَ فتوضّأ» فلا يمكن أن تكون حقيقةالوضوء مورداً لإرادتين إلّا أن يكونالوضوء الثاني متقيّداً بقيد قبل تعلّقالإرادة به، فيصير متشخّصاً آخر تتعلّق بهإرادة اخرى‏.

و لا يمكن أن تكون نفس الإرادة مشخّصاًللمراد إلّا الإرادة التكوينية التيللمبادئ العالية و ذلك لأنّ الإرادة فيغيرها حالة إجماعية أو همّة نفسانية حاصلةعقيب الشوق التامّ الحاصل للنفس عقيبتصوّر الموضوع و التصديق بفائدته، و ما لمتتصوّر النفس الموضوع بحدوده و لم يصر فيالشعبة القضائية للنفس موردَ القبول والتصديق، لم يتعلّق الشوق به، و ما لميتعلّق الشوق التامّ به‏