رسائل

السید روح اللَّه الموسوی الخمینی‏

جلد 1 -صفحه : 291/ 206
نمايش فراداده

أو نقول: إنّ تبيّن الخيط الأبيض من الخيطالأسود، أمارة على الفجر الذي هو وصولشعاع الشمس إلى‏ حدّ خاصّ من الأُفق،فالعلم به يكون متّبعاً و لو تخلّفتالأمارة «1».

قلت: كلّ ذلك خلاف ظاهر الآية الشريفةفإنّ ظاهرها أنّ تبيّن الخيطين وامتيازهما واقعاً هو الفجر، لا أنّ الفجرشي‏ء، و التبيّنَ شي‏ء آخر. نعم يكونالعلم أمارة على‏ هذا التبيّن و الامتيازالنفس الأمري.

و الحاصل: أنّ امتياز الخيطين و تبيّنهما،لا واقع له إلّا بتحقّق الخيطين حسّا فإنّنور القمر إذا كان قاهراً لا يظهر البياض،فلا يتميّز الخيطان حتّى يظهر ضياء الشمسو يقهر على‏ نور القمر.

و بعبارة اخرى‏: أنّ تقوّم هذا الامتياز والتبيّن الذي هو حقيقة الفجر بحسب ظاهرالآية الشريفة بظهور ضياء الشمس و غلبتهعلى‏ نور القمر، و لا واقع له إلّا ذلك.هذا لو كانت كلمة مِنْ للتبيّن، كما لعلّهالظاهر.

و يحتمل أن تكون للنشوء، فيصير المعنى‏:أنّ ذاك التبيّن و الامتياز لا بدّ و أنيكون ناشئاً من بياض الفجر، و الفرض أنّبياضه لا يظهر حتّى يقهر على‏ نور القمرحسّا. و أمّا جعل كلمة مِنْ تبعيضية فبعيد،كما لا يخفى‏.

و أمّا ما ذكرت أخيراً من جعل الامتيازالكذائي أمارة للفجر، و يكون الفجر وصولشعاع الشمس إلى‏ حدّ خاصّ من الأُفق، فهوأيضاً خلاف الظاهر من الآية الشريفة، كمالا يخفى‏.

فإن قلت: بناءً على‏ جعل مِنْ نشوئية يكونالفجر غير التبيّن و الامتياز الكذائي،فيكون الامتياز أمارة عليه، فيتمّالمطلوب.

(1) راجع نهاية التقرير 1: 68، جامع المدارك 1:242 243.