الاستدلال بالكتاب لاعتبار التبيّنالفعلي
أمّا الكتاب فهو قوله تعالى وَ كُلُواوَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُالْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِالْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ «1» أي: حتّىيتميّز الخيط الأبيض- الذي هو من النهار منالخيط الأسود الذي هو من الليل. ثمّ عقّبهبقوله مِنَ الْفَجْرِ الظاهر في التبيّنبأنّ ذاك التميّز هو الفجر، و ظاهر أنّالظاهر من «التبيّن و التميّز» هو التميّزالفعلي التحقيقي، كما هو الشأن في كلّالعناوين المأخوذة في العقود و القضايا.فإن قلت: إنّ التبيّن قد أُخذ على وجهالطريقية. أي حتّى يعلم الصبح، ف «العلم» و«التبيّن» حيثما أُخذا في القضايا يكونانظاهرين في الطريقية، فالتبيّن طريق إلىالصبح الذي هو ساعة معيّنة لا تختلف بحسبالأيّام ذاك الاختلاف بالضرورة، فلا بدّمن العمل بالتقدير، فكأنّه قال: «كل و اشربحتّى تعلم الفجر الذي هو وصول شعاع الشمسإلى حدّ الأُفق بحيث لو لم يكن مانع ترىآثاره».(1) البقرة (2): 187.