عدم اعتبار عدم المندوحة في التقيّة منالمخالفين
و أمّا ما يستفاد حكمه من سائر الأدلّةالتي تختصّ ظاهراً بالمخالفين، فالظاهرأنّه لا يعتبر فيها عدم المندوحة مطلقاً،فمن تمكّن من إتيان الصلاة بغير وجهالتقيّة، لا يجب عليه إتيانها كذلك، بلالراجح إتيانها بمحضر منهم على صفةالتقيّة.و كذا لا يجب عليه أعمال الحيلة في إزعاجمن يتقي منه عن مكانه، أو تغيير مكانه منالسوق أو المسجد إلى مكان آمن لظهورالأدلّة بل صراحة بعضها في رجحان الحضورفي جماعاتهم، و أنّ الصلاة معهم كالصلاةمع رسول اللَّه، و لا شكّ في أنّ هذهالترغيبات تنافي إعمال الحيلة و تعويقالعمل.فمن سمع قول أبي جعفر (عليه السّلام)صلّوا في عشائرهم
مذيّلًا بقوله
و اللَّه ما عُبد اللَّه بشيء أحبّ إليهمن الخباء «1»
لا يشكّ في أنّ المراودة معهم و جلبقلوبهم مطلوبة، و الصلاة معهم و فيعشائرهم محبوبة و من أحسن العبادات، و هيتنافي إعمال الحيلة و الانعزال عنهم فيعباداته.و كذا من سمع قول أبي عبد اللَّه (عليهالسّلام) في صحيحة حمّاد بن عثمان
من
(1) تقدّم في