دلالة الأخبار على صحّة العمل و لوللاختلاف في الموضوعات
و ليعلم: أنّ المستفاد من تلك الرواياتصحّة العمل الذي يؤتى به تقيّةً سواءكانت التقيّة لاختلاف بيننا و بينهم فيالحكم، كما في المسح على الخفّين والإفطار لدى السقوط، أو في ثبوت الموضوعالخارجي، كالوقوف بعرفات اليومَ الثامنلأجل ثبوت الهلال عندهم. و الظاهر عدمالفرق بين العلم بالخلاف و الشكّ.و ممّا يشهد لترتّب أثر التقيّة فيالموضوعات و أنّ الوقوفين في غير وقتهمامجزيان: أنّه من بعد رسول اللَّه (صلّىالله عليه وآله وسلّم) إلى زمان خلافةأمير المؤمنين، و من بعده إلى زمنالغيبة، كان الأئمّة و شيعتهم مبتلينبالتقيّة أكثر من مائتي سنة، و كانوايحجّون مع أُمراء الحاجّ من قبل خلفاءالجور أو معهم، و كان أمر الحجّ وقوفاً وإفاضةً بأيديهم لكونه من شؤون السلطنة والإمارة، و لا ريب في كثرة تحقّق يوم الشكّفي تلك السنين المتمادية، و لم يرد منالأئمّة (عليهم السّلام) ما يدلّ علىجواز التخلّف عنهم، أو لزوم إعادة الحجّفي سنة يكون هلال شهر ذي الحجّة، ثابتاًلدى الشيعة مع كثرة ابتلائهم.و لا مجال لتوهّم عدم الخلاف في أوّلالشهر في نحو مائتين و أربعين سنة،