الثانية: في بيان مفاد «على» مع مجرورها
إنّ لفظة «على» مع مجرورها تارةً: تجعلخبراً لفعل من الأفعال، كقوله: «على زيدأن يضرب عمراً» أو «أن يصلّي» و تارةً:تجعل خبراً لذات من الذوات، كقوله: «علىزيد عشرة دراهم».و على الثاني تارةً: يكون الخبر أمراًكلّياً، كالمثال المذكور، و قد يكون أمراًشخصياً خارجياً، كقولهعلى اليد ما أخذت.و ما كان كلّياً قد يكون معتبراً في ذمّةشخص، كقوله: «عليّ دين زيد من عمرو» و قد لايكون، كقوله: «عليّ عشرة دراهم».فإن جعلت خبراً للأفعال، فالظاهرالمتفاهم منها عرفاً هو الإلزام علىالإيجاد، فلا يستفاد منها إلّا الوجوب. ويمكن أن يقال: إنّ المستفاد منها أيضاً هوالعهدة، كما فيما سيأتي «1»، إلّا أنّاللازم على العهدة في الأفعال هو الوجوب.و إن جعلت خبراً لأمرٍ كلّي غير معتبر فيذمّة شخص كقوله: «عليّ عشرة دراهم» أو«على زيد عن عمروٍ كذا» فهو في مثلالأوّل إقرار، و في مثل الثاني شهادة علىاشتغال الذمّة.و إن جعلت خبراً لأمرٍ كلّي معتبر في ذمّةشخصٍ كقوله: «عليّ دَينك من
(1) يأتي في هذه