رسائل

السید روح اللَّه الموسوی الخمینی‏

جلد 1 -صفحه : 291/ 57
نمايش فراداده

لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَالْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِالْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَفَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْ‏ءٍإِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةًوَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ «1»فهذه رحمة تفضّل اللَّه بها على المؤمنينرحمةً لهم ليستعملوها عند التقيّة فيالظاهر. و قال رسول اللَّه: إنّ اللَّهيحبّ أن يؤخذ برخصه كما يحبّ أن يؤخذبعزائمه «2».

فإنّ الظاهر من العمل بعمله و الصلاةبصلاته و توسعة استعمال التقيّة- خصوصاًمع قوله‏ إنّ اللَّه يحبّ..

هو صحّة العمل و إجزاؤه، و أنّ ما يؤتى‏به تقيّةً صحيح محبوب له تعالى‏. و ظاهرقوله‏ و عليه أن يدين اللَّه في الباطن بخلاف مايظهر أنّ لماهية العبادات مصداقين مختلفين فيحال التقيّة و غيرها، و ليس المراد منهإعادة ما يأتي به تقيّةً بلا إشكال.

و منها: ما عن أبي عبد اللَّه (عليهالسّلام) في رسالته إلى‏ أصحابه، و فيها و عليكم بمجاملة أهل الباطل تحمّلواالضيم منهم، و إيّاكم و مماظّتهم، دينوافيما بينكم و بينهم- إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم و نازعتموهم الكلام فإنّه لابدّ لكم من مجالستهم و مخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقيّة التي أمركماللَّه أن تأخذوا بها فيما بينكم و بينهم«3».

فقوله: «بالتقيّة» متعلّق بقوله: «دينوا»و الظاهر منه أنّه اعملوا بالديانة على‏نحو التقيّة، و اعبدوا اللَّه فيما بينكمو بينهم عبادة على‏ صفة التقيّة، فيدلّعلى‏ أنّ الأعمال التي تعمل تقيّةًعبادةُ اللَّه و ديانته تعالى‏، و لا تكونصورةَ العبادة، فيدلّ على‏ صحّتها و كونالمأتيّ به مصداقاً للمأمور به حالالتقيّة.

(1) آل عمران (3): 28.

(2) بحار الأنوار 72: 390/ 10، و 90: 29، وسائلالشيعة 16: 232، كتاب الأمر و النهي، الباب 29،الحديث 20.

(3) الكافي 8: 2/ 1، وسائل الشيعة 16: 207، كتابالأمر و النهي، الباب 24، الحديث 14. لكنقوله (عليه السّلام): «فإنّه لا بدّالكلام» غير موجود في الوسائل.