تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 1 -صفحه : 839/ 170
نمايش فراداده

و الابتذال و عدم الحسب و معناه أنّ كلّشرف و حسب فعدمه سابق عليه شأن كلّ محدثثمّ إنّ نهايته في أربعة آباء و ذلك أنّباني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال الّتي هي أسباب كونه وبقائه و ابنه من بعده مباشر لأبيه فقد سمعمنه ذلك و أخذه عنه إلّا أنّه مقصّر في ذلكتقصير السّامع بالشّي‏ء عن المعاني لهثمّ إذا جاء الثّالث كان حظّه الاقتفاء والتّقليد خاصّة فقصّر عن الثّاني تقصيرالمقلّد عن المجتهد ثمّ إذا جاء الرّابعقصّر عن طريقتهم جملة و أضاع الخلالالحافظة لبناء مجدهم و احتقرها و توهّمأنّ ذلك البنيان لم يكن بمعاناة و لا تكلّفو إنّما هو أمر وجب لهم منذ أوّل النّشأةبمجرّد انتسابهم و ليس بعصابة و لا بخلاللما يرى من التّجلّة بين النّاس و لا يعلمكيف كان حدوثها و لا سببها و يتوهّم أنّهالنّسب فقط فيربأ بنفسه عن أهل عصبيّته ويرى الفضل له عليهم وثوقا بما ربّي فيه مناستتباعهم و جهلا بما أوجب ذلك الاستتباعمن الخلال الّتي منها التّواضع لهم والأخذ بمجامع قلوبهم فيحتقرهم بذلكفينغّصون عليه و يحتقرونه و يديلون منهسواه من أهل ذلك المنبت و من فروعه في غيرذلك العقب للإذعان لعصبيّتهم كما قلناهبعد الوثوق بما يرضونه من خلاله فتنموفروع هذا و تذوي فروع الأوّل و ينهدم بناءبيته هذا في الملوك و هكذا في بيوت القبائلو الأمراء و أهل العصبيّة أجمع ثمّ في بيوتأهل الأمصار إذا انحطّت بيوت نشأت بيوتأخرى من ذلك النّسب «إِنْ يَشَأْيُذْهِبْكُمْ وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍوَ ما ذلِكَ عَلَى الله بِعَزِيزٍ 14: 19- 20»(1) و اشتراط الأربعة في الأحساب إنّما هوفي الغالب و إلّا فقد يدّثر البيت من دونالأربعة و يتلاشى و ينهدم و قد يتّصل أمرهاإلى الخامس و السّادس إلّا أنّه في انحطاطو ذهاب و اعتبار الأربعة من قبل الأجيالالأربعة بان و مباشر له و مقلّد و هادم و هوأقلّ ما يمكن و قد اعتبرت الأربعة في نهايةالحسب في باب المدح و الثّناء قال صلّىالله عليه وسلّم «إنّما الكريم ابن الكريمابن الكريم ابن الكريم يوسف بن‏

(1) سورة فاطر الآية: 16 و 17.