الفصل السادس عشر في أن الأمم الوحشيةأقدر على التغلب ممن سواها - تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» إشارة إلىأنّه بلغ الغاية من المجد و في التّوراة مامعناه إنّ الله ربّك طائق (1) غيور مطالببذنوب الآباء للبنين على الثّوالث والرّوابع و هذا يدلّ على أنّ الأربعةالأعقاب غاية في الأنساب و الحسب. و فيكتاب الأغاني في أخبار عزيف الغواني أنّكسرى قال للنّعمان هل في العرب قبيلةتتشرّف على قبيلة قال نعم قال بأيّ شيءقال من كان له ثلاثة آباء متوالية رؤساءثمّ اتّصل ذلك بكمال الرّابع فالبيت منقبيلته و طلب ذلك فلم يجده إلّا في آلحذيفة بن بدر الفزاريّ و هم بيت قيس و آل ذيالجدّين بيت شيبان و آل الأشعث بن قيس منكندة و آل حاجب بن زرارة و آل قيس بن عاصمالمنقريّ من بني تميم فجمع هؤلاء الرّهط ومن تبعهم من عشائرهم و أقعد لهم الحكّام والعدول فقام حذيفة بن بدر ثمّ الأشعث بنقيس لقرابته من النّعمان ثمّ بسطام بن قيسبن شيبان ثمّ حاجب بن زرارة ثمّ قيس بنعاصم و خطبوا و نثروا فقال كسرى كلّهم سيّديصلح لموضعه و كانت هذه البيوتات هيالمذكورة في العرب بعد بني هاشم و معهم بيتبني الذّبيان من بني الحرث بن كعب اليمنيّو هذا كلّه يدلّ على أنّ الأربعة الآباءنهاية في الحسب و الله أعلم.
الفصل السادس عشر في أن الأمم الوحشيةأقدر على التغلب ممن سواها
اعلم أنّه لمّا كانت البداوة سببا فيالشّجاعة كما قلناه في المقدّمة الثّالثة(2) لا جرم كان هذا الجيل الوحشيّ أشدّشجاعة من الجيل الآخر فهم أقدر علىالتّغلّب و انتزاع ما في أيدي سواهم منالأمم بل الجيل الواحد تختلف أحواله فيذلك