الفصل الأربعون في أن الشدة علىالمتعلمين مضرة بهم
و ذلك أنّ إرهاف الحدّ بالتّعليم مضرّبالمتعلّم سيّما في أصاغر الولد لأنّه منسوء الملكة. و من كان مرباه بالعسف و القهرمن المتعلّمين أو المماليك أو الخدم سطابه القهر و ضيّق عن النّفس في انبساطها وذهب بنشاطها و دعاه إلى الكسل و حمل علىالكذب و الخبث و هو التّظاهر بغير ما فيضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليهو علّمه المكر و الخديعة لذلك و صارت لههذه عادة و خلقا و فسدت معاني الإنسانيّةالّتي له من حيث الاجتماع و التّمرّن (1) وهي الحميّة و المدافعة عن نفسه و منزله. وصار عيالا على غيره في ذلك بل و كسلتالنّفس عن اكتساب الفضائل و الخلق الجميلفانقبضت عن غايتها و مدى إنسانيّتهافارتكس و عاد في أسفل السّافلين. و هكذاوقع لكلّ أمّة حصلت في قبضة القهر و نالمنها العسف و اعتبره في كلّ من يملك أمرهعليه. و لا تكون الملكة الكافلة له رفيقةبه. و تجد ذلك فيهم استقراء و أنظره فياليهود و ما حصل بذلك فيهم من خلق السّوءحتّى إنّهم يوصفون في كلّ أفق. و عصربالحرج (2) و معناه في الاصطلاح(1) و في نسخة أخرى: التمدن.(2) و في نسخة أخرى: بالخرج.