الفصل العشرون في أن من علامات الملكالتنافس في الخلال الحميدة و بالعكس
لمّا كان الملك طبيعيّا للإنسان لما فيهمن طبيعة الاجتماع كما قلناه و كانالإنسان أقرب إلى خلال الخير من خلالالشّرّ بأصل فطرته و قوّته النّاطقةالعاقلة لأنّ الشّرّ إنّما جاءه من قبلالقوى الحيوانيّة الّتي فيه و أمّا من حيثهو إنسان فهو إلى الخير و خلاله أقرب والملك و السّياسة إنّما كانا له من حيث هوإنسان لأنّهما للإنسان خاصّة لا للحيوانفإذا خلال الخير فيه هي الّتي تناسبالسّياسة و الملك إذ الخير هو المناسبللسّياسة و قد ذكرنا أنّ المجد له أصل يبنىعليه و تتحقّق به حقيقته و هو العصبيّة والعشير و فرع يتمّم وجوده و يكمله و هوالخلال و إذا كان الملك غاية للعصبيّة فهوغاية لفروعها و متمّماتها و هي الخلاللأنّ وجوده دون(1) لأن المشتغلين بالزراعة كانوا يدفعونغالبا الخراج للدولة، و هناك حديث شائععلى السنة العامة:«إذا غضب الله على قوم أسكنهم القرى أوالمزارع» و هو مثل قديم سببه أن الدولةالعثمانية التي كانت تحكم على بلادنا كانجل اعتمادها على الضرائب الزراعية.(2) صعر: صعرا وجهه: مال إلى أحد الشقين(قاموس).