علم يتبيّن به أسباب الغلط في الإدراكالبصريّ بمعرفة كيفيّة وقوعها بناء علىأنّ إدراك البصر يكون بمخروط شعاعي رأسهنقطة الباصر و قاعدته المرئيّ. ثمّ يقعالغلط كثيرا في رؤية القريب كبيرا والبعيد صغيرا. و كذا رؤية الأشباحالصّغيرة تحت الماء و وراء الأجسامالشّفّافة كبيرة و رؤية النّقطة النّازلةمن المطر خطّا مستقيما و السّلقة (1) دائرةو أمثال ذلك. فيتبيّن في هذا العلم أسبابذلك و كيفيّاته بالبراهين الهندسيّة ويتبيّن به أيضا اختلاف المنظر في القمرباختلاف العروض (2) الّذي يبنى عليه معرفةرؤية الأهلّة و حصول الكسوفات و كثير منأمثال هذا. و قد ألّف في هذا الفنّ كثير مناليونانيّين. و أشهر من ألّف فيه منالإسلاميّين ابن الهيثم. و لغيره أيضاتآليف و هو من هذه الرّياضة و تفاريعها.
الفصل الثاني و العشرون في علم الهيئة
و هو علم ينظر في حركات الكواكب الثّابتةو المحرّكة و المتحيرة. و يستدلّ بكيفيّاتتلك الحركات على أشكال و أوضاع للأفلاكلزمت عنها لهذه الحركات المحسوسة بطرقهندسيّة. كما يبرهن على أنّ مركز الأرضمباين لمركز فلك الشّمس بوجود حركةالإقبال و الإدبار و كما يستدلّ بالرّجوعو الاستقامة للكواكب على وجود أفلال صغيرةحاملة لها متحرّكة داخل فلكها الأعظم وكما يبرهن على وجود الفلك الثّامن بحركةالكواكب الثّابتة و كما يبرهن على تعدّدالأفلاك للكوكب الواحد بتعداد الميول له وأمثال ذلك. و إدراك الموجود من الحركات وكيفيّاتها و أجناسها إنّما هو بالرّصدفإنّا إنّما علمنا حركة الإقبال
(1) ورد في لسان العرب: «ابن شميل: السلقالقاع المطمئن المستوي لا شجر فيه. و لمترد في لسان العرب كلمة سلقة و لعلها محرفةعن السلق. و في النسخة الباريسية: و الشعلة.
(2) هي خطوط العرض بخلاف خطوط الطول.