الفصل الخامس و العشرون في علم الطب
و من فروع الطّبيعيّات صناعة الطّبّ و هيصناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض ويصحّ فيحاول صاحبها حفظ الصّحّة و برءالمرض بالأدوية و الأغذية بعد أن يتبيّنالمرض الّذي يخصّ كلّ عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك الأمراض الّتي تنشأ عنها و مالكلّ مرض من الأدوية مستدلّين على ذلكبأمزجة الأدوية و قواها و على المرضبالعلامات المؤذن بنضجه و قبوله الدّواءأوّلا: في السّجيّة و الفضلات و النّبضمحاذين لذلك قوّة الطّبيعة فإنّهاالمدبّرة في حالتي الصّحّة و المرض. وإنّما الطّبيب يحاذيها و يعينها بعضالشّيء بحسب ما تقتضيه طبيعة المادّة والفصل و السّنّ و يسمّى العلم الجامع لهذاكلّه علم الطّبّ.و ربّما أفردوا بعض الأعضاء بالكلام وجعلوه علما خاصّا، كالعين و عللها وأكحالها. و كذلك ألحقوا بالفن من منافعالأعضاء و معناها المنفعة الّتي لأجلهاخلق كلّ عضو من أعضاء البدن الحيوانيّ. وإن لم يكن ذلك من موضوع علم الطّبّ إلّاأنّهم جعلوه من لواحقه و توابعه. و إمامهذه الصّناعة الّتي ترجمت كتبه فيها منالأقدمين جالينوس يقال إنّه كان معاصرالعيسى عليه السّلام و يقال إنّه ماتبصقلّيّة في سبيل تغلّب (2) و مطاوعةاغتراب. و تآليفه فيها هي الأمّهات الّتي(1) و في النسخة الباريسية: من أهل العراق. ومقتضى السياق: المعروف بين أهل العراقبخواجه و الذكور ولد بطوس من اعمال إيران وتوفي في بغداد (كتاب الأعلام لخير الدينالزركلي) جح(2) و في النسخة الباريسية: تقلب.