الفصل الأول في أن أجيال البدو و الحضرطبيعية - تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
كيف خرج لك الجواب المضمر بسرّ التّناسبالّذي بين أعداد المسألة و الوهم أوّل مايلقي إليك هذه و أمثالها إنّما يجعله منقبيل الغيب الّذي لا يمكن معرفته و ظهر أنّالتّناسب بين الأمور هو الّذي يخرجمجهولها من معلومها و هذا إنّما هو فيالواقعات الحاصلة في الوجود أو العلم وأمّا الكائنات المستقبلة إذا لم تعلمأسباب وقوعها و لا يثبت لها خبر صادق عنهافهو غيب لا يمكن معرفته و إذا تبيّن لك ذلكفالأعمال الواقعة في الزّايرجة كلّهاإنّما هي في استخراج الجواب من ألفاظالسّؤال لأنّها كما رأيت استنباط حروف علىترتيب من تلك الحروف بعينها على ترتيب آخرو سرّ ذلك إنّما هو من تناسب بينهما يطّلععليه بعض دون بعض فمن عرف ذلك التّناسبتيسّر عليه استخراج ذلك الجواب بتلكالقوانين و الجواب يدلّ في مقام آخر من حيثموضوع ألفاظه و تراكيبه على وقوع أحد طرفيالسّؤال من نفي أو إثبات و ليس هذا منالمقام الأوّل بل إنّما يرجع لمطابقةالكلام لما في الخارج و لا سبيل إلى معرفةذلك من هذه الأعمال بل البشر محجوبون عنه وقد استأثر الله بعلمه وَ الله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ 2: 216.
الباب الثاني في العمران البدويّ و الأممالوحشية و القبائل و ما يعرض في ذلك منالأحوال و فيه فصول و تمهيدات
الفصل الأول في أن أجيال البدو و الحضرطبيعية
اعلم أنّ اختلاف الأجيال في أحوالهمإنّما هو باختلاف نحلتهم من المعاش فإنّاجتماعهم إنّما هو للتّعاون على تحصيله والابتداء بما هو ضروريّ منه و نشيط قبلالحاجيّ و الكماليّ فمنهم من يستعمل الفلحمن الغراسة و الزّراعة و منهم من