الفصل السادس عشر في أن الصنائع لا بد لهامن العلم (2) - تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و إتحافه فيبعدونه عن تلك الخلق بالبعد عنمعاناة الأفعال المقتضية لها كما مرّ.

فتكون مروءتهم أرسخ و أبعد عن تلكالمحاجاة (1) إلّا ما يسري من آثار تلكالأفعال من وراء الحجاب فإنّهم يضطرون إلىمشارفة أحوال أولئك الوكلاء و رفاقهم أوخلافهم فيما يأتون أو يذرون من ذلك إلّاأنّه قليل و لا يكاد يظهر أثره «وَ اللهخَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ 37: 96».

الفصل السادس عشر في أن الصنائع لا بد لهامن العلم (2)

اعلم أنّ الصّناعة هي ملكة في أمر عمليّفكريّ و بكونه عمليّا هو جسمانيّ محسوس. والأحوال الجسمانيّة المحسوسة فنقلهابالمباشرة أوعب لها و أكمل، لأنّ المباشرةفي الأحوال الجسمانيّة المحسوسة أتمّفائدة و الملكة صفة راسخة تحصل عن استعمالذلك الفعل و تكرّره مرّة بعد أخرى حتّىترسخ صورته. و على نسبة الأصل تكون الملكة.و نقل المعاينة أوعب و أتمّ من نقل الخبر والعلم.

فالملكة الحاصلة عن الخبر. و على قدر جودةالتّعليم و ملكة المعلّم يكون حذقالمتعلّم في الصّناعة و حصول ملكته. ثمّإنّ الصّنائع منها البسيط و منها المركّب.

و البسيط هو الّذي يختصّ بالضّروريّات والمركّب هو الّذي يكون للكماليّات.

و المتقدّم منها في التّعليم هو البسيطلبساطته أوّلا، و لأنّه مختصّ بالضّروريّالّذي تتوفّر الدّواعي على نقله فيكونسابقا في التّعليم و يكون تعليمه لذلكناقصا. و لا يزال الفكر يخرج أصنافها ومركّباتها من القوّة إلى الفعلبالاستنباط شيئا فشيئا على التّدريج حتّىتكمل. و لا يحصل ذلك دفعة و إنّما يحصل فيأزمان و أجيال إذ خروج الأشياء من القوّةإلى الفعل لا يكون دفعة لا سيّما في الأمورالصّناعيّة فلا بدّ له إذن من زمان. و لهذاتجد الصّنائع في الأمصار الصّغيرة ناقصة ولا يوجد منها

(1) و في نسخة أخرى: المحرجات.

(2) و في النسخة الباريسية: المعلم.

/ 839