الفصل الرابع في أن الدول العامةالاستيلاء العظيمة الملك أصلها الدين امامن نبوة أو دعوة حق - تاریخ ابن خلدون جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
يطمعون في مشاركته في شيء من سلطانهتسليما لعصبيّته و انقيادا لما استحكم لهو لقومه من صبغة الغلب في العالم و عقيدةإيمانيّة استقرّت في الإذعان لهم فلوراموها معه أو دونه لزلزلت الأرض زلزالهاو هذا كما وقع للأدارسة بالمغرب الأقصى والعبيديّين بإفريقيّة و مصر لمّا انتبذالطّالبيّون من المشرق إلى القاصية وابتعدوا عن مقرّ الخلافة و سموا إلى طلبهامن أيدي بني العبّاس بعد أن استحكمتالصّبغة لبني عبد مناف لبني أميّة أوّلاثمّ لبني هاشم من بعدهم فخرجوا بالقاصيةمن المغرب و دعوا لأنفسهم و قام بأمرهمالبرابرة مرّة بعد أخرى فأوربّة و مغيلةللأدارسة و كتامة و صنهاجة و هوّارةللعبيديّين فشيّدوا دولتهم و مهّدوابعصائبهم أمرهم و اقتطعوا من ممالكالعبّاسيّين المغرب كلّه ثمّ إفريقية و لميزل ظلّ الدّولة يتقلّص و ظلّ العبيديّينيمتدّ إلى أن ملكوا مصر و الشّام و الحجازو قاسموهم في الممالك الإسلاميّة شقّالأبلمة و هؤلاء البرابرة القائمونبالدّولة مع ذلك كلّهم مسلّمونللعبيديّين أمرهم مذعنون لملكهم و إنّماكانوا يتنافسون في الرّتبة عندهم خاصّةتسليما لما حصل من صبغة الملك لبني هاشم ولما استحكم من الغلب لقريش و مضر على سائرالأمم فلم يزل الملك في أعقابهم إلى أنانقرضت دولة العرب بأسرها وَ اللهيَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ 13: 41.
الفصل الرابع في أن الدول العامةالاستيلاء العظيمة الملك أصلها الدين امامن نبوة أو دعوة حق
و ذلك لأنّ الملك إنّما يحصل بالتّغلّب والتّغلّب إنّما يكون بالعصبيّة و اتّفاقالأهواء على المطالبة و جمع القلوب وتأليفها إنّما يكون بمعونة من الله فيإقامة دينه قال تعالى «لَوْ أَنْفَقْتَ مافي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَبَيْنَ قُلُوبِهِمْ 8: 63» و سرّه أنّ