الفصل الثاني و الأربعون في أن العلماء منبين البشر أبعد عن السياسة و مذاهبها - تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قدر كثرة الشّيوخ يكون حصول الملكات ورسوخها. و الاصطلاحات أيضا في تعليمالعلوم مخلّطة على المتعلّم حتّى لقد يظنّكثير منهم أنّها جزء من العلم. و لا يدفععنه ذلك إلّا مباشرته لاختلاف الطّرق فيهامن المعلّمين. فلقاء أهل العلوم و تعدّدالمشايخ يفيده تمييز الاصطلاحات بما يراهمن اختلاف طرقهم فيها فيجرّد العلم عنها ويعلم أنّها أنحاء تعليم و طرق توصل و تنهضقواه إلى الرّسوخ و الاستحكام في المكان (1)و تصحّح معارفه و تميّزها (2) عن سواها معتقوية ملكته بالمباشرة و التّلقين وكثرتهما من المشيخة عند تعدّدهم وتنوّعهم. و هذا لمن يسّر الله عليه طرقالعلم و الهداية. فالرّحلة لا بدّ منها فيطلب العلم لاكتساب الفوائد و الكمال بلقاءالمشايخ و مباشرة الرّجال. وَ اللهيَهْدِي من يَشاءُ إِلى‏ صِراطٍمُسْتَقِيمٍ 2: 213.

الفصل الثاني و الأربعون في أن العلماء منبين البشر أبعد عن السياسة و مذاهبها

و السّبب في ذلك أنّهم معتادون النّظرالفكريّ و الغوص على المعاني و انتزاعهامن المحسوسات و تجريدها في الذّهن، أموراكلّيّة عامّة ليحكم عليها بأمر العموم لابخصوص مادّة و لا شخص و لا جيل و لا أمّة ولا صنف من النّاس. و يطبّقون من بعد ذلكالكلّيّ على الخارجيّات. و أيضا يقيسونالأمور على أشباهها و أمثالها بما اعتادوهمن القياس الفقهيّ. فلا تزال أحكامهم وأنظارهم كلها في الذّهن و لا تصير إلىالمطابقة إلّا بعد الفراغ من البحث والنّظر. و لا تصير بالجملة إلى المطابقة وإنّما يتفرّع ما في الخارج عمّا في الذّهنمن ذلك كالأحكام الشّرعيّة فإنّها فروع‏

(1) و في نسخة أخرى: في الملكات.

(2) و في النسخة الباريسية: و تصحيح معارفهاو تمييزها عن سواها.

/ 839