الفصل الثاني و الأربعون في أن العلماء منبين البشر أبعد عن السياسة و مذاهبها
و السّبب في ذلك أنّهم معتادون النّظرالفكريّ و الغوص على المعاني و انتزاعهامن المحسوسات و تجريدها في الذّهن، أموراكلّيّة عامّة ليحكم عليها بأمر العموم لابخصوص مادّة و لا شخص و لا جيل و لا أمّة ولا صنف من النّاس. و يطبّقون من بعد ذلكالكلّيّ على الخارجيّات. و أيضا يقيسونالأمور على أشباهها و أمثالها بما اعتادوهمن القياس الفقهيّ. فلا تزال أحكامهم وأنظارهم كلها في الذّهن و لا تصير إلىالمطابقة إلّا بعد الفراغ من البحث والنّظر. و لا تصير بالجملة إلى المطابقة وإنّما يتفرّع ما في الخارج عمّا في الذّهنمن ذلك كالأحكام الشّرعيّة فإنّها فروع(1) و في نسخة أخرى: في الملكات.(2) و في النسخة الباريسية: و تصحيح معارفهاو تمييزها عن سواها.