و الأمر الثّالث شأن الحروب الواقعة فيالإسلام بين الصّحابة و التّابعين‏ - تاریخ ابن خلدون جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاریخ ابن خلدون - جلد 1

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الملائكة لنصرهم و تردّد خبر السّماءبينهم و تجدّد خطاب الله في كلّ حادثة تتلىعليهم فلم يحتج إلى مراعاة العصبيّة لماشمل النّاس من صبغة الانقياد و الإذعان وما يستفزّهم من تتابع المعجزات الخارقة والأحوال الإلهيّة الواقعة و الملائكةالمتردّدة الّتي وجموا منها و دهشوا منتتابعها فكان أمر الخلافة و الملك و العهدو العصبيّة و سائر هذه الأنواع مندرجا فيذلك القبيل كما وقع فلمّا انحصر ذلك المددبذهاب تلك المعجزات ثمّ بفناء القرونالّذين شاهدوها فاستحالت تلك الصّبغةقليلا قليلا و ذهبت الخوارق و صار الحكمللعادة كما كان فاعتبر أمر العصبيّة ومجاري العوائد فيما ينشأ عنها من المصالحو المفاسد و أصبح الملك و الخلافة و العهدبهما مهمّا من المهمّات الأكيدة كما زعمواو لم يكن ذلك من قبل فانظر كيف كانتالخلافة لعهد النّبيّ صلّى الله عليهوسلّم غير مهمّة فلم يعهد فيها ثمّ تدرّجتالأهميّة زمان الخلافة بعض الشّي‏ء بمادعت الضّرورة إليه في الحماية و الجهاد وشأن الرّدّة و الفتوحات فكانوا بالخيار فيالفعل و التّرك كما ذكرناه عن عمر رضي اللهعنه ثمّ صارت اليوم من أهمّ الأمور للإلفةعلى الحماية و القيام بالمصالح فاعتبرتفيها العصبيّة الّتي هي سرّ الوازع عنالفرقة و التّخاذل و منشأ الاجتماع والتّوافق الكفيل بمقاصد الشّريعة وأحكامها.

و الأمر الثّالث شأن الحروب الواقعة فيالإسلام بين الصّحابة و التّابعين‏

فاعلم أنّ اختلافهم إنّما يقع في الأمورالدّينيّة و ينشأ عن الاجتهاد في الأدلّةالصّحيحة و المدارك المعتبرة و المجتهدونإذا اختلفوا فإن قلنا إنّ الحقّ فيالمسائل الاجتهاديّة واحد من الطّرفين ومن لم يصادفه فهو مخطئ فإنّ جهته لا تتعيّنبإجماع فيبقى الكلّ على احتمال الإصابة ولا يتعيّن المخطئ منها و التأثيم مدفوع عنالكلّ إجماعا و إن قلنا إنّ الكلّ حقّ وإنّ كلّ مجتهد مصيب فأحرى بنفي الخطإ والتّأثيم و غاية الخلاف الّذي بينالصّحابة و التّابعين أنّه خلاف اجتهاديّفي مسائل دينيّة ظنّيّة و هذا حكمه و الّذيوقع من ذلك في الإسلام إنّما هو

/ 839