هذه الصّناعة من ضروريّات العمران ومادّتها الخشب و ذلك أنّ الله سبحانه وتعالى جعل للآدميّ في كلّ مكوّن منالمكوّنات منافع تكمل بها ضروراته و كانمنها الشّجر فإنّ له فيه من المنافع ما لاينحصر ممّا هو معروف لكلّ أحد. و منمنافعها اتّخاذها خشبا إذا يبست و أوّلمنافعه أن يكون وقودا للنّيران في معاشهمو عصيّا للاتكاء و الذّود و غيرهما منضروريّاتهم و دعائم لما يخشى ميله منأثقالهم. ثمّ بعد ذلك منافع أخرى لأهلالبدو و الحضر فأمّا أهل البدو فيتّخذونمنها العمد و الأوتاد لخيامهم و الحدوجلظعائنهم و الرّماح و القسيّ و السّهاملسلاحهم و أمّا أهل الحضر فالسّقف لبيوتهمو الأغلاق لأبوابهم و الكراسيّ لجلوسهم. وكلّ واحدة من هذه فالخشبة مادّة لها و لاتصير إلى الصّورة الخاصّة بها إلّابالصّناعة.و الصّناعة المتكفّلة بذلك المحصّلة لكلّواحد من صورها هي النّجارة على اختلافرتبها. فيحتاج صاحبها إلى تفصيل الخشبأوّلا: إمّا بخشب أصغر منه أو ألواح.