الفساطيط و السياج
اعلم أنّ من شارات الملك و ترفه اتّخاذالأخبية و الفساطيط و الفازات (1) من ثيابالكتّان و الصّوف و القطن فيباهي بها فيالأسفار و تنوّع منها الألوان ما بين كبيرو صغير على نسبة الدّولة في الثّروة واليسار و إنّما يكون الأمر في أوّلالدّولة في بيوتهم الّتي جرت عادتهمباتّخاذها قبل الملك و كان العرب لعهدالخلفاء الأوّلين من بني أميّة إنّمايسكنون بيوتهم الّتي كانت لهم خياما منالوبر و الصّوف و لم تزل العرب لذلك العهدبادين (2) إلّا الأقلّ منهم فكانت أسفارهملغزواتهم و حروبهم بظعونهم و سائر حللهم وأحيائهم من الأهل و الولد كما هو شأن العربلهذا العهد و كانت عساكرهم لذلك كثيرةالحلل بعيدة ما بين المنازل متفرّقةالأحياء يغيب كلّ واحد منها عن نظر صاحبهمن الأخرى كشأن العرب و لذلك ما كان عبدالملك يحتاج إلى ساقة تحشد النّاس علىأثره و أن يقيموا إذا ظعن.(1) مظلة بعامودين.(2) من البداوة.