الفصل الخامس في أن الجاه مفيد للمال
و ذلك أنّا نجد صاحب المال و الحظوة فيجميع أصناف المعاش أكثر يسارا و ثروة منفاقد الجاه. و السّبب في ذلك أنّ صاحبالجاه مخدوم بالأعمال يتقرّب بها إليه فيسبيل التّزلّف و الحاجة إلى جاهه فالنّاسمعينون له بأعمالهم في جميع حاجاته منضروريّ أو حاجيّ أو كماليّ فتحصل قيم تلكالأعمال كلّها من كسبه و جميع معاشاته أنتبذل فيه الأعواض من العمل يستعمل فيهاالنّاس من غير عوض فتتوفّر قيم تلكالأعمال عليه. فهو بين قيم للأعماليكتسبها و قيم أخرى تدعوه الضّرورة إلىإخراجها فتتوفّر عليه. و الأعمال لصاحبالجاه كثيرة فتفيد الغنى لأقرب وقت ويزداد مع الأيّام يسارا و ثروة. و لهذاالمعنى كانت الإمارة أحد أسباب المعاش كماقدّمناه و فاقد الجاه بالكلّيّة و لو كانصاحب مال فلا(1) و في النسخة الباريسية: و الزعم.(2) و في النسخة الباريسية: من دفع إلىشيء.