الفصل الحادي عشر (1) في أن الرئاسة لا تزالفي نصابها المخصوص من أهل العصبية
اعلم أنّ كلّ حيّ أو بطن من القبائل و إنكانوا عصابة واحدة لنسبهم العامّ ففيهمأيضا عصبيّات أخرى لأنساب خاصّة هي أشدّالتحاما من النّسب العامّ لهم مثل عشيرواحد أو أهل بيت واحد أو إخوة بني أب واحدلا مثل بني العمّ الأقربين أو الأبعدينفهؤلاء أقعد بنسبهم المخصوص و يشاركون منسواهم من العصائب في النّسب العامّ والنّعرة تقع من أهل نسبهم المخصوص و من أهلالنّسب العامّ إلّا أنّها في النّسبالخاصّ أشدّ لقرب اللّحمة و الرّئاسة فيهمإنّما تكون في نصاب واحد منهم و لا تكون فيالكلّ و لمّا كانت الرّئاسة إنّما تكونبالغلب وجب أن تكون عصبيّة ذلك النّصابأقوى من سائر العصائب ليقع الغلب بها وتتمّ الرّئاسة لأهلها فإذا وجب ذلك تعيّنأنّ الرّئاسة عليهم لا تزال في ذلكالنّصاب المخصوص بأهل الغلب عليهم إذ لوخرجت عنهم و صارت في العصائب الأخرىالنّازلة عن عصابتهم في الغلب لما تمّتلهم الرّئاسة فلا تزال في ذلك النّصابمتناقلة من فرع منهم إلى فرع و لا تنتقلإلّا إلى الأقوى من فروعه لما قلناه من سرّالغلب لأنّ الاجتماع و العصبيّة بمثابةالمزاج للمتكوّن و المزاج في المتكوّن لايصلح إذا تكافأت العناصر فلا بدّ من غلبةأحدها و إلّا لم يتمّ التّكوين فهذا هو سرّاشتراط الغلب في العصبيّة و منه تعيّناستمرار الرّئاسة في النّصاب المخصوص بهاكما قرّرناه.(1) هذا الفصل ساقط من النسخ الفارسية وموجود في النسخة التونسية و إثباته أولىليطابق كلام أول الفصل 112 هـ- قاله نصرالهوريني.